شخصيات ورموز

  • 3 –
    في الحلقة السابقة ( الثانية ) ، وقفت عند سؤال مفاده : هل القائمون على ( الثقافة العراقية) لايحسنون التعريف بأعلامها ورموزها الابداعية ونتاجها الغني ، ولذلك بقي المبدع العراقي – وخاصة في الميادين العلمية والفلسفية والفكرية – اسير محليته ؟!
    الاجابة – وان بدت متسرعة تقول ( نعم) ، لان هناك اعداداً كبيرة من العراقيين ، في الداخل والخارج ، قدموا من المنجزات في شتى الحقول ، ما لو تم انجاز بعضه في البلدان التي (تقدس) كفاءاتها لاقاموا الدنيا في وسائل اعلامهم ، ولتواصلوا يتحدثون عنهم ويفاخرون بهم ، حتى ينال الواحد منهم حظاً عظيماً من الشهرة ، وهي شهرة تصب في مصلحته ومصلحة بلاده ، في حين نكتفي ( نحن) – اعني بالضمير نحن المؤسسات الرسمية – بالاشارة الى المبدع وانجازه عبر خبر في هذا المطبوع او ذاك لايتعدى عشرة أسطر في احسن الاحوال ، ثم ننساه ، ونطمره كما نطمر النفايات النووية !!
    (التميمي) ذلك هو لقب الفتى العراقي الذي توصل قبل سنوات قلائل الى حل واحدة من أعقد الغاز الرياضيات التي عجز عباقرة هذا العلم عن حلها طوال (300) سنة .. كان احتفاؤنا به خبراً اعلامياً في زاوية مهملة من ثلاثة اسطر و … وغاب التميمي مثلما غاب قبله طفل الرياضيات الموهوب (عادل شعلان) حتى ماعاد الجيل الحالي يذكره لأنه لم يسمع به !!
    زها محمد حديد .. العراقية المذهلة ومصممة العجائب المعمارية في العالم .. كيف تم احتضانها ، وكم ندوة ثقافية علمية تناولت شخصيتها عبر فضائياتنا التي لاتحصى ولاتعد … و .. ولم يكن الامر على نحو آخر مع المهندسة ( وجدان ميخائيل سالم) التي شغلت منصب وزير بعد (2003) فقد حصلت من الحكومة الايطالية على الجائزة الدولية (بريمو بلساريو ) للعام (2010) ، وهذه الجائزة تقدم للنساء اللواتي يتميزن بالعمل في ميدان الدفاع عن حقوق الانسان ، والوزيرة الفاضلة وجدان اول عراقية تحظى بهذه الجائزة … فماذا فعلنا لها او ماذا قدمنا لهما ( زها ووجدان) ، وابسط الاسئلة : ماهي الكراسات التعريفية التي تم طبعها بأكثر من لغة وتولت ملحقاتنا الثقافية او الصحفية توزيعها خارج حدود العراق ؟ لاشيء … ولاشيء في داخل الحدود !! ولعل العراقية الكردية ( هيرو قادر) – مواليد اربيل 1973 والحاصلة على شهادتي البكالوريوس والماجستير ، وتجيد خمس لغات – كانت أوفر حظاً من زميلتيها .. لماذا ؟ لأن ( البيت الابيض ) اعلن عام (2019) تعيينها سفيراً للولايات المتحدة في بلغاريا … وقبل ذلك كانت العراقية هيرو قد شغلت عدة مناصب دبلوماسية هناك .. وليس هنا !!
  • حسن العاني

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة