بايدن يدافع عن قرار الانسحاب من افغانستان ويوجه اتهامات لروسيا والصين

الولايات المتّحدة: علاقتنا بأفغانستان رهن «بسلوك طالبان»

الصباح الجديد – متابعة:

تناول رئيس الولايات المتحدة الأمريكية جو بايدن إنهيار الوضع في أفغانستان وسيطرة حركة طالبان على البلاد، فيما القوات الأميركية لم تكمل انسحابها.
وقال بايدن في مؤتمر صحفي عقده مساء اول امس الاثنين «أنا وفريقي نراقب الوضع الميداني في أفغانستان وننتقل إلى تنفيذ الخطط البديلة التي وضعناها»، وبين أن «مهمتنا في أفغانستان لم تكن بناء دولة ومصلحتنا هي منع الاعتداءات على الأراضي الأمريكية».
واشار بايدن إلى أن «الوضع في أفغانستان انهار أسرع مما كنا نتوقعه»، مبينا أنه» لا يمكن للجيش الأمريكي أن يقاتل في حرب مع قوات أفغانية ليست مستعدة للمشاركة فيها»، ملفتا إلى أن» حكومته أنفقت أكثر من تريليون دولار في أفغانستان وجهزت الجيش الأفغاني ووفرنا له كل ما يحتاج إليه».
وشدد الرئيس الأمريكي انه» لا يمكن للجيش الأمريكي أن يحل محل القوات الأفغانية»، مؤكدا أن» الصين وروسيا تريدان من الولايات المتحدة أن تستمر في إنفاق مواردها في قتال لا يتوقف».
واضاف، ان» أشرف غني {الرئيس الافغاني} أصر على أن القوات الأفغانية ستحارب ومن الواضح أنه كان مخطئا»، مشيرا إلى أن» الحكومة الأفغانية رفضت نصيحتي لها بضرورة عمل عمل مصالحة مع طالبان».
وأكد قائلا : « لن أكرر الخطأ الذي ارتكبناه في الماضي بأفغانستان»، موضحا أن «الحكومة الأفغانية رفضت نصيحتي لها بضرورة عمل مصالحة مع طالبان».
وعلق بايدن حول المشاهد التي شوهدت في أفغانستان قائلا:» المشاهد التي رأيناها في أفغانستان مؤلمة جدا لا سيما للدبلوماسيين وللعاملين في المجال الإنساني»، ذاكرا انه» سوف نواصل دعم الشعب الأفغاني لمنع انعدام الاستقرار والحيلولة دون وقوع عنف».
واختتم رئيس الولايات المتحدة حديثة بالقول : «في الأيام المقبلة سنجلي آلاف الأمريكيين الذين يعملون في أفغانستان».
ودافع الرئيس الأميركي جو بايدن، عن انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان، مشددا على أن الوقت قد حان للمغادرة من هذا البلد بعد 20 عاما من الحرب.
وقال بايدن في خطاب ألقاه في البيت الأبيض «أنا أقف بقوة خلف قراري. بعد 20 عاما، تعلمت بالطريقة الصعبة أنه لن يكون هناك أبدا وقت جيد لسحب القوات الأميركية من أفغانستان».
وأضاف «ذهبنا إلى أفغانستان منذ ما يقرب من 20 عاما بأهداف واضحة تتمثل بالقضاء على أولئك الذين هاجمونا في 11 سبتمبر 2001، والتأكد من أن القاعدة لا يمكنها استخدام أفغانستان كقاعدة لمهاجمتنا مرة أخرى».
وشدد الرئيس الأميركي على أن «المهمة في أفغانستان لم تكن يوما بناء دولة». وفي خطابه لفت بايدن إلى أن الصين وروسيا كانتا ترغبان بأن تغرق الولايات المتحدة في المستنقع الأفغاني إلى أجل غير مسمى.
وأوضح أن «منافستينا الاستراتيجيتين الحقيقيتين، الصين وروسيا، كانتا ترغبان بأن تستمر الولايات المتحدة إلى ما لا نهاية في تكريس مليارات الدولارات من الموارد وفي الاهتمام بتحقيق الاستقرار في أفغانستان».
وأقرّ الرئيس الديمقراطي بأن الحكومة الأفغانية انهارت بشكل أسرع من المتوقع، مؤكدا أن الولايات المتحدة فعلت كل ما بوسعها لدعمها.
وأضاف «لقد تعهدت دائما للشعب الأميركي أن أكون صريحا معه. الحقيقة هي أن هذا حدث أسرع بكثير من تقديراتنا»، في إشارة الى انهيار الحكومة الأفغانية.، وتابع قائلا: «أعطيناهم كل فرصة لتقرير مستقبلهم. لا يمكننا إعطاؤهم الإرادة للقتال من أجل مستقبلهم».
كما توعد بايدن حركة طالبان بـ»رد مدمّر» إن عرقلت أو عرضت للخطر عملية الإجلاء الحاصلة عبر مطار كابل لآلاف الدبلوماسيين الأميركيين والمترجمين الأفغان.
كذلك، فقد تعهد الرئيس الأميركي بإعطاء الأولوية للطريقة التي ستعامل بها النساء والفتيات الأفغانيات تحت حكم طالبان.
وفور انتهائه من إلقاء الخطاب غادر بايدن البيت الأبيض عائدا إلى منتجع كامب ديفيد الرئاسي بالقرب العاصمة واشنطن لاستئناف إجازته التي قطعها من أجل إلقاء هذا الخطاب.
أكّدت الولايات المتّحدة الإثنين أنّها لن تعترف بأي حكومة تقودها حركة طالبان في أفغانستان إلا إذا احترمت الحركة الإسلامية المتشدّدة حقوق النساء ورفضت توفير ملاذ للإرهابيين.
وقال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس للصحافيين غداة سقوط أفغانستان بأيدي الحركة المتشدّدة إنّه «في ما يتعلّق بموقفنا من أيّ حكومة مقبلة في أفغانستان، فإنّه رهن بسلوك هذه الحكومة. إنّه رهن بسلوك طالبان».
وأضاف أنّ الولايات المتّحدة تشترط للتعامل مع الحكومة الأفغانية المقبلة «أن تحافظ هذه الحكومة على الحقوق الأساسية لشعبها بمن فيهم نصف شعبها – أي الزوجات والبنات وأن لا توفّر ملاذاً للإرهابيين».
ولفت المتحدّث إلى أنّ المبعوث الأميركي إلى أفغانستان زلماي خليل زاد لا يزال في قطر حيث تجري الولايات المتّحدة منذ أشهر محادثات مع طالبان، مؤكّداً استمرار المحادثات في الدولة الخليجية الصغيرة بين مسؤولين من حركة طالبان وآخرين أميركيين.
وأضاف «أودّ أن أقول إنّ بعض هذه المحادثات كان بنّاءً». لكنّ المتحدّث استدرك قائلاً «لكن مرة أخرى، مع طالبان، سنراقب ما يفعلونه بدلاً من الاستماع إلى ما يقولونه».

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة