الصباح الجديد ـ متابعة:
يتزايد تهديد حرائق الغابات لقطاع الزراعة والمحميات الطبيعية في جنوب إيطاليا.
وحذرت رابطة الزراعة أمس من حجم الدمار الذي تسببه موجة الجفاف الحالية في قطاع الزراعة، خاصة في الجزء الجنوبي من البلاد.
وقد تراجعت مساحات القمح بنسبة 10 في المائة، في حين توقع الخبراء تراجع إنتاج عدة فواكه مثل الخوخ والتوت بنسبة تصل إلى 50 في المائة في بعض الحالات، مقارنة بالعام العادي.
وأرجعت الرابطة هذه التغيرات في الطقس إلى تداعيات التغير المناخي.
وقد تضررت محميات طبيعية مثل متنزه اسبرومونتي الوطني في كالامبريا في جنوب إيطاليا وباركو ديلا مادوني شرق العاصمة الصقلية باليرمو. وتعد الأضرار بالغة للغاية.
وقال جيامبيرو ساموري، رئيس اتحاد المتنزهات والمحميات الطبيعية “إن المحميات الطبيعية أصبحت مجددا في قبضة الحرائق المدمرة”، بحسب “الألمانية”.
وطالب الاتحاد بوضع خطة لتحسين المراقبة ونظام الحماية من الحرائق في بيان صدر أمس الأول.
يأتي ذلك في وقت كافحت فيه مئات من عناصر الإطفاء أمس للسيطرة على حرائق في جزيرة إيفيا اليونانية، أتت على مساحات شاسعة من غابات الصنوبر ودمرت منازل وأجبرت سياحا وسكانا على الفرار.
كما استعرت النيران في منطقة بيلوبونيز في جنوب غرب البلاد، لكن تراجعت حدة الحرائق المشتعلة في ضاحية شمال أثينا.
وتواجه اليونان وتركيا حرائق مدمرة منذ نحو أسبوعين، فيما تشهد المنطقة أسوأ موجة حر منذ عقود. وأشار مسؤولون وخبراء إلى وجود رابط بين أحداث طقس غير مألوفة كهذه والتغير المناخي.
وأدت الحرائق حتى الآن إلى مقتل شخصين في اليونان وثمانية في تركيا المجاورة، فيما نقل عشرات إلى المستشفيات.
وبينما خففت الأمطار من حدة الحرائق في تركيا خلال عطلة نهاية الأسبوع، لا تزال اليونان تعاني في ظل درجات حرارة مرتفعة للغاية.
وتحولت الطبيعة العذراء وغابات الصنوبر الكثيفة في إيفيا التي جعلتها وجهة للسياح إلى كابوس لعناصر الإطفاء.
وحولت الحرائق في ثاني أكبر جزيرة يونانية تقع شرق العاصمة آلاف الهكتارات إلى رماد ودمرت منازل.
وتم إجلاء آلاف فيما هرب مئات السكان والسياح على متن عبارات.
وواصلت السلطات إجلاء سكان إيفيا، حيث أعلن حرس الحدود اليوناني أنه تم إجلاء 349 شخصا من الجزيرة في وقت مبكر أمس.
وتم إجلاء تسعة أشخاص من شاطئ أحاطت به النيران قرب قرية بساروبولي الساحلية، وفق ما أعلنت وكالة “آنا” الإخبارية السبت.
وشارك نحو 260 عنصر إطفاء يونانيا مزودين بـ66 مركبة في مكافحة حرائق إيفيا، بمساعدة 200 عنصر آخر من أوكرانيا ورومانيا مع 23 مركبة وسبع طائرات.
وقال مسؤول في جهاز الإطفاء لصحيفة “إليفثيروس تيبوس”، “إن الحرارة الناجمة عن الحرائق في إيفيا وغيرها شديدة لدرجة أن المياه من الخراطيم والطائرات تتبخر قبل وصولها إلى النيران”. والتهمت ألسنة اللهب منازل في قرى إلينيكا وفازيليكا وبساروبولي.
انتقد مسؤولون محليون جهود مكافحة الحرائق التي اندلعت في الجزيرة في الثالث من آب.
وقال جيورجوس تسابورنيوتيس رئيس بلدية مانتودي في إيفيا لقناة “سكاي تي في” السبت، “مع ما شهدناه حتى الآن لن تتم السيطرة على الحريق في أي وقت قريب، لم يعد لدي الصوت لطلب مزيد من الطائرات، لا يمكنني تحمل هذا الوضع”.
وأضاف أنه “كان من الممكن إنقاذ عديد من القرى، نظرا إلى بقاء الشباب فيها رغم أوامر الإخلاء، إذ تمكنوا من إبعاد الحرائق عن منازلهم”.
بدوره، صرح يانيس سليميس “26 عاما” من قرية جوفيس في شمال إيفيا، حيث طلب من السكان المغادرة “الدولة غائبة، إذا غادر السكان فستحترق القرية حتما”.
وأضاف “سنبقى من دون وظائف على مدى الأعوام الـ40 المقبلة، وسنغرق في الشتاء جراء الفيضانات في غياب الغابات التي كانت تحمينا”.
وأفاد نيكوس هاردالياس نائب وزير الحماية المدنية اليوناني البارحة الأولى بأنه “تم توفير مأوى مؤقتا لألفي شخص جرى إجلاؤهم”.
في الوقت نفسه، بقيت الجبهات التي تشهد حرائق في بلدات شرق ماني وإليا وميسينيا في منطقة بيلوبونيز “جنوب غرب” نشطة، حيث تم إخلاء عديد من القرى والأماكن المأهولة.
وأرسل جهاز الإطفاء امس الأول الأحد مروحية لنقل أحد عناصره بعدما أصيب بجروح في جبل بارينثا شمال أثينا، حيث كان يعمل على إخماد حريق.
وفي ضاحية شمال أثينا، حيث استعرت الحرائق على مدى عدة أيام، لم تعد هناك جبهات نشطة أمس.
وعلى مدى الأيام العشرة الماضية، احترق 56655 هكتارا من الأراضي في اليونان، بحسب نظام معلومات الحرائق الأوروبي. وبلغ معدل الهكتارات التي احترقت في الفترة ذاتها بين عامي 2008 و2020 نحو 1700.
ونظرا إلى أن الوضع عد الأسوأ منذ عقود، طلبت اليونان المساعدة عبر نظام الدعم الطارئ الأوروبي وتلقت تعزيزات من دول عدة.