نبقى اوفياء لأرضنا ووطننا.. الروح تبقى والجسد هو المسافر

الشاعر والتشكيلي المغترب غارسيا ناصح:

سمير خليل
للشعر موسيقاه كما للرسم موسيقاه، ماذا لو امتزجتا في ذائقة واحدة ونثرتهما القا وتوهجا وجمالا، ان تكتب باللون وترسم بالحرف، تلك موهبة ترقص فوق صفيح ساخن او تسبح في بحر هائج، لكن الشاعر والتشكيلي العراقي العالمي غارسيا ناصح استطاع ان يطوع الحرف ويروض اللون ويمنح اللوحة والقصيدة دفئا شفيفا يتناغم بين اصابعه وامتد ليرسم عشرات القصائد ويكتب عشرات اللوحات، في غربته الالمانية لا ينسى ناصح بيئته الام التي لا تغيب عن قصائده ولوحاته، ثنائية الرسم والشعر كانت مدخلا لحوارنا معه:

الشعر ام الرسم؟ اين انت منهما؟
يجيب : الرسم كان حلمي منذ الطفولة وانا فنان تشكيلي قبل ان اكون شاعرا، لكن العمر والحياة الصعبة علمتني بان اتخذ الشعر جزا من حياتي ، لذلك أنا و الشعر والرسم اصبحنا نكمل بعضنا الاخر، ولا ننسى بان الرسم هو فن الكتابة بالألوان”.

  • هل يتأثر عطاء الفنان اذا توزع بين اهتمامات فنية متعددة؟
    ” طبعا الاهتمامات الاخرى لها تأثير وتأخذ من جرف الابداع، كما ان هذا الامر يتوقف على اهتماماتنا بفروع الابداع، فمهما حاولنا ومهما زادت اهتماماتنا الاخرى فاننا لن نبدع إلا بشيء واحد وهو ما موجود في روحنا والروح لا تتحمل إلا اهتماما واحدا، قد نجمل بعض الاهتمامات الاخرى لكنها لن تكون ابداعا لان الابداع شيء والجمال شيء آخر، مجمل الكلام (البصمة لإبداع معين لا تتوزع على الاهتمامات الاخرى)”.
  • هل للبيئة تأثير على ذائقة الفنان؟ كيف توافقت مع البيئة الالمانية وانت القادم من بلاد العرب؟
    ” نعم ، هذا له تأثير على الفنان واعماله، فكل مكان جديد او حياة جديدة لها تأثير على الفنان حتى على صعيد الوطن، فما بالك بين الشرق والغرب، التوافق مع مكان جديد وحياة جديدة ولغة جديدة ونمط جديد مختلف تماما والمقارنة بعيدة، طبعا لم يكن الامر سهلا في بداية الامر كان علينا ان نتعلم حياة جديدة ولغة جديدة وخاصة اللغة الالمانية التي تعتبر من اللغات الصعبة جدا ولم يكن لدينا خلفية لهذه اللغة لذا كان الامر صعبا ، وبما ان الفن لغة عالمية لم يكن علي إلا الاجتهاد وانتهاج اساليب تقربني بين الشرق والغرب في أن واحد” ، ويضيف ” بداية الامر التعامل كان صعبا، حاولنا كثيرا في حياتنا الاجتماعية ان نغير من بعض ما كنا نحمله من اخطاء الماضي ، والحمد لله اصلحنا بعض الاشياء لكن طباعنا وعاداتنا الجميلة التي تربينا عليها لم تتغير قط، وكما قلت فان الرسم والموسيقى لغة عالمية “.
  • لديك اهتمامات بالفنون الاخرى عدا الرسم؟ ماهي والى أي حد برعت فيها؟
    ” قد تكون الاهتمامات كثيرة، مثل النحت وتصميم الديكور واشياء اخرى، لكن ليس لدرجة الابداع، أما الشعر والرسم فهما يكملاني ولن اتصور او اتخيل يوما ان اعيش من دونهما.”
  • هل تحمل اعمالك الشعرية والتشكيلية هما عراقيا؟ الى أي مدى؟
    “بالتأكيد ، فكل ما اكتبه له نكهة حزن عراقية وعندما يكون الشعر العراقي حزينا فهذا يعني حزن حقيقي وشعر لا يكتبه إلا من كان صاحب حزن والم حقيقي، وبالنسبة للرسم فلو نظرت الى اعمالي فهي لا تخلو من الاسلوب او النمط العربي وخاصة العراقي ومادام القلب ينبض عراقيا سنضل نعيش اوفياء لارضنا ووطننا ، الروح تبقى لا تسافر بل الجسد هو المسافر”.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة