عشية يوم الاثنين السادس عشر من الشهر الجاري وقبيل مباراة المنتخب البرتغالي امام نظيره المجري ضمن تصفيات اليورو 2020، شهد المؤتمر الفني للمباراة والذي جمع النجم الاسطورة كريستيانو رونالدو ومدرب البرتغال فرناندو سانتوس حركة غير متوقعة عندما ازاح النجم البرتغالي زجاجتي كوكا كولا من على مندة المؤتمر ورفع بدلهن زجاجة مياه معدنية، الثابت في الحكاية ان شركة كوكا كولا هي راعية التصفيات وبالتالي فمن حقها ان تعلن عن منتوجها خلال هذه المؤتمرات، حركة الدون البرتغالي هذه اثارت الاستغراب والاسئلة والتوقعات والتكهنات في جميع انحاء العالم مع توقع الجميع ان يكون لشركة كوكاكولا ردها المناسب، مما زاد الامر غرابة ان الشركة لم ترد ابدا بل على العكس فان اليوم التالي شهد انخفاض سهم كوكا كولا في سوق البورصة العالمي 1.5%، بينما انخفضت القيمة السوقية للشركة من 242 مليار دولار الى 235,5 مليار دولار.
مالعداوة بين النجم البرتغالي وكوكا كولا؟ حقيقة ان كريستيانو رونالدو الذي بلغ من العمر 36 عاما يرى الخبراء انه يمتلك جسما رياضيا يظهره اصغر بعشر سنوات من عمره الحقيقي بسبب نظامه الغذائي والحياتي الصارم الخالي من المشروبات الغازية تماما بالاضافة الى اللحوم المصنعة والكحول ، بل انه ذهب ابعد من ذلك حين عاقب ابنه الصغير جونيور لانه تناول مشروب (فانتا)، هذا النظام الحياتي والغذائي وضعه في مراتب عليا في التصنيف الرياضي والمالي وصنفته مجلة فوربس كثاني لاعب كرة قدم بعد ليونيل ميسي في مدخوله لالسنوي عام 2020 ب117 مليون دولار، وثالث رياضي عام 2021 ب 120 مليون دولار بعد الملاكم الايرلندي كونان ماكريغور وليونيل ميسي.
وقد يعود سبب تردد الشركة عن الرد للعام 2013 قبيل المباراة الحاسمة بين البرتغال والسويد الحاسمة للتأهل لمونديال البرازيل 2014 نشر فرع بيبسي كولا السويدي عدة إعلانات تظهر دمية فودو لرونالدو ترتدي قميص البرتغال وتحمل الرقم 7 كسخرية منه، وضعت دمية على سكة قطار مع عبارة (سنمر على البرتغال)، رد كريستيانو كان حاسما عندما سجل ثلاثية في مرمى السويد خاطفا بطاقة التأهل من السويد، لتواجه شركة بيبسي كولا (الراعية للاسطورة الكروية الاخرليونيل ميسي) حملة شعواء في مواقع التواصل الاجتماعي تحت شعار(لن اشرب بيبسي ابدا)، اضطرت شركة بيبسي بيبسي لتقديم اعتذار رسمي لرونالدو وهذا ربما يؤشر عدم رد شركة كوكا كولا واكتفت ببيان قالت فيه ان(كل انسان حر بالمشروبات التي يقضلها).
وبرغم التحذيرات الكثيرة من المياه الغازية ومضارها الا ان اللاعبين والاتحادات الرياضية تتهافت على عروض الرعاية والاعلان لمنتجات المياه الغازية فقد تقاضى ليونيل ميسي اجرا وصل لثمانية مليون دولار مقابل ظهوره لاقل من دقيقة بالاعلان الاخير لبيبسي كولا، من جهة اخرى فان الاتحادات الرياضية تستفيد هي الاخرى من عقود رعاية هذه الشركات لذلك ابدى الاتحاد الاوربي لكرة القدم امتعاضه من تصرف رونالدو لان شريكة كوكاكولا شريك رسمي لاغنى عنه لهذا الاتحاد منذ العام 1988، وحسب احدى شركات التحليل الرياضي فقد بلغت عقود الرعاية للاتحاد الاوربي عام 2019 ل37 مليار دولار من عدة شركات راعية منها ثلاثة رئيسية هي فولكس واكن وتيك توك وكوكا كولا وهذه الشركات هي الراعية الرسمي لليورو، كما وقعت كوكاكولا عام 1978عقد رعاية مع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) خاص بكأس العالم على ان تمتد فترة التعاقد 52 سنة من 1078 لغاية 2030 وهذا يعني رعايتها لكل نسخ كاس العالم بين التاريخين وهذا دليل على حرص الشركة رعاية اكبر حدث رياضي بعد الاولمبياد الذي ترعاه كوكاكولا منذ العام 1928، لذلك تسيطر هذه الشركة على مبيعات السوق حيث تبيع مايقارب 1,9 مليار عبوة حول العالم يوميا وحتى لو انخفضت مبيعاتها فان المناسبات الرياضية الكبيرة هي الوسيلة للتعويض واكثر ففي مونديال 2014 في البرازيل اعلنت الشركة ان حصتها التسويقية في البلد المنظم البرازيل زادت بنسبة 4%، وفي مونديال 2018 في روسيا اعلنت كوكاكولا زيادة ارباحها 3,2مليار دولار، كذلك اتفقت كوكاكولامع الفيفا بانها ستكون الراعي الرسمي لالعاب الفيديو الخاصة بالاتحاد.
الطريف ان مدرب المنتخب الروسي ستانسيلاف تشيرتشيسوف وخلال المؤتمر الفني لمباراة روسيا وفنلندا فتح احدى زجاجات كوكاكولا وشربها امام الجميع.
سمير خليل