ميثم عادل
برغم الخروج المدوي أمام تشيلسي في دوري ابطال اوروبا بهدفين من دون مقابل -مع الرأفة- الريال يرفض هدية تعادل غريميه اللدودين برشلونة وأتلتيكو مدريد ويكتفي بنقطة وحيدة امام أشبيلية (لا تسمن ولا تغني من جوع) وضعته في وصافة الليغا بانتظار ماستسفر عنه الجولات الملتهبة القادمة. تعادل أضلاع المثلث الإسباني جميعا في الجولة الخامسة والثلاثون أشعل المنافسة على لقب لاليغا هذا الموسم وجعلنا في حيرة ! صعوبة توقع حامله.
فارق النقطتين بين المتصدر “الروخو بلانكو” ومطارديه الملكي والبارسا فتح الباب على مصراعيه لبطولة ستتغذى على نار موقدة في صدور متأججة، حتى تصبح كل مباراة سعيرا لايطفئه سوى عدم التفريط بأي نقطة من مباريات المراحل الثلاث المقبلة، دييغو سيميوني و رونالد كومان أمام تحدٍ أسهل نوعا ما من زين الدين زيدان المطارد العنيد. كتيبة المدرب الارجنتيني ستواجه ريال سوسيداد، اوساسونا وبلد الوليد. البلوغرانا سيلعب مع ليفانتي، سيلتافيغو، وإيبار، الريال رغم فقدان بياضه الناصع وتلونه بالصبغة الرمادية في أحيان كثيرة إلا أنه سيقاتل حتى الرمق الأخير عندما يقابل غرناطة، أتلتيك بيلباو وفياريال على التوالي.
معاناة الريال هذا الموسم ليست وليدة مباراتي نصف نهائي التشامبيونزليج مع بلوز “توخيل” المتطور انما هي افراز لموسم صعب وقاسي على الميرينغي وعلى معظم كبار اوروبا ابتداءاً من إصابات النجوم ومرورا بهبوط مستوى أعمدة الفريق وكبر اعمارهم وانتهاءاً بتخبطات “زيزو” المرغم عليها احياناً، هذه العوامل مجتمعةً ساهمت بسوء اداء الفريق وعدم الاستقرار إضافة لظروف الجائحة “الكورونية” التي هزت خزائن اقتصاديات العالم وحولت ملاعب كرة القدم التاريخية الى أشباح وكبَّلت ايادي ملاك الاندية من الاقتراب للجيوب الخاوية اصلا ودخول رئيسه الحوت الأبيض فلورنتينو بيريز في صراع مفتوح مع “يويفا تشيفرين” كاد يسفر عن حرب أهلية تعيد ذكريات القرون الوسطى في القارة العجوز ومحاكم التفتيش الاسبانية، انتهت بهدنه هشة وقنبلة موقوتة تسمى دوري السوبر الأوروبي لايمكن التنبوء بموعد انفجارها ثانية.
لقب الليغا سينقذ موسم الريال ويعيد البهجة والسعادة لجمهوره المحبط بعد موسم للنسيان بانتظار عهد جديد يعاد فيه ترتيب الأوراق علما ان غريميه الازليين البارسا والأتلتيكو ليس في وضع افضل منه بحالة عدم كسب أحدهما لقب (لا ليغا).
* مدرب محترف وناقد رياضي