يوليسيس 2.0 لـ«عمار ذياب»

بابل ـ الصباح الجديد:

عن دار نينوى للدراسات والنشر والتوزيع، صدرت المجموعة القصصية البكر للقاص عمار ذياب، يوليسيس 2.0، بواقع 79 صفحة من القطع المتوسط. تتكون المجموعة من 16 نصا، توزعت بين الكتاب. وعمار قاص من بابل، يسعى من خلال مجموعته هذا إلى شقّ طريق خاص به. عمار، القاص الذي رضع من بابل عبق التاريخ، ومن الحلة نفس الحاضر، قرر أن يملئ كأسه من التاريخ بوصفه مرآة للحاضر، ومن اليوم الذي هو لحظة عابرة. عمار، يسعى في مجموعته إلى توظيف مخزونه الثقافي والمعرفي، وتوجيهه، نحو إدانة الواقع، وربما إطلاق صرخته المعلبة بقوالب تاريخية، معرفية، بوجه الحاضر الذي لا وجه له أصلا. يقول في نص « سيرة ذاتية» الذي يعتبره عمار اعترافا واستهلالا لمجموعته: في البداء أنا النسخة الأسوأ من جيمس جيوس.. أكنى باسم عمار ذياب، أتيت عبر اسطورة العود الأبدي، والغريب أنني ولدت في نفس القرن الذي توفي فيه جيمس.. و « يوليسيس» كما يعرف القارئ هي أهم أعمال الروائي الايرلندي جيمس جويس، ويعدها البعض نموذجا للأدب الحداثي.. في نص: تضيق الأشياء حولي.. ليتسع أفق النبوءة بلون الدم، يقول عمار: حينما صدقت النبوءة ونفخ في الصور، بدأ إسرافيل جدول أعماله المزدحم في ذلك اليوم. بقي حجي عبود في قبره مختبئا.. فما زال على قبره كلمة بلون أحمر: مطلوب.. في هذا النص القصير، استثمر عمار الرواية الدينية المعروفة عن اليوم المعلوم، لإدانة ظاهرة اجتماعية سيئة، وهي الثأر! في نص: ضحايا الشاعر، يدين عمار الاهمال الذي يتعرض له الشاعر، من قبل الآخرين. فضحايا الشاعر، هم أنفسهم أبناؤه. كتاباته ونصوصه التي اخرج معها شيئا من روحه وقت كتابتها. تلك الكتابات التي لا شيء أكثر صدقا وعاطفة منها، تلك الكتابات، ولقناعة الشاعر باللا جدوى منها، لم يكن مصيرها كما كان مخططا له..
وفي « يوليسيس 2.0 « اقتبس عمار قولا لجويس يقول فيه: إن أسوأ أعداء الانسان هم هؤلاء من بيته وعائلته.. ولعل عمار أراد بهذا القول إدانة المحيطين به. فرغم أنه يعيش في بيته ووسط مدينته، لكنه يعاني غربة ولوعة، تنقله بعيدا إلى حيث لا يريد.. وختام المجموعة، كان الاهداء، على غير عادة: ولأجل فقدك، بالكتابة أنتقم.. أبي. عمار هنا كشف عن النسق الذي كان مخفيا عن القارئ طوال صفحات المجموعة..

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة