- 1 –
يخطأ من يتوهم أنَّ أصحاب الضمائر الحرة والقلوب الطاهرة قد أنقرضوا ولم يبق منهم أحد ..!!
صحيح أنهم لا يشكلون من المجتمع الا طبقة محدودة ، ولكنهم موجودون لم يُحرْم المجتمع منهم …
وهؤلاء هم الوجه الناصع للعراقي الاصيل …
وفي مقابلهم زعانف وشراذم استغلت الظروف الصعبة التي يَمُرُ بها الوطن الحبيب – وخاصة ما يتعلق بفايروس كورونا – فعمدت الى مضاعفة أسعار السلع والمواد بما في ذلك الخضروات والمواد الغذائية .
لقد بيع كليو الطماطه بثلاثة الاف وخمسمائة دينار ، وهو رقم يكسر ظهر الفقير ويحول بينه وبين الحصول عليه …
ان الاحصاءات الرسمية تشير الى ان هناك الملايين من العراقيين الذي هم تحت خط الفقر وهؤلاء يواجهون تحديات خطيرة هذه الايام ، لا تتعلق بغذائهم وحاجاتهم الضرورية فقط ، بل تتعلق حتى بأعمالهم التي يعتاشون منها بسبب حظر التجول ، والانكماش في مجمل مظاهر النشاط الحياتي .
- 2 –
وقد راقني ما أقدم عليه بعض الغيارى النبلاء من العراقيين حيث ان بعضهم سخت نفسه عن تسلّم ايجار الدار التي يشغلها أخوه العراقي الذي لا يقوى على الدفع بسبب ظروفه الصعبة .
وهناك من وقف ليعلن وبصوت عالٍ – عن رقم هاتفه الخاص داعيا كلَّ الفقراء والمستضعفين الى مجرد الاتصال به ليقف على رقم هاتف المتصل للرد عليه ومعرفة عنوانه ليوصل اليه ما يحتاجه من السلع المتوفرة لديه – حفظا على ماء وجهه، وإبعاداً له عن الوقوع في وَضعٍ محرج وها هو النبل بعينه .
وقد أعلن أصحاب بعض المخابز انهم على استعداد لتزويد المحتاجين مجانا وهكذا .
كما أعلن آخر عن استعداده لامداد العوائل المتعففة بماتحتاجه
- 3 –
في الظروف الصعبة تتجلى الخصال الكامنة في النفوس ، ولا شيء
أحلى من اهتمام الانسان بأخيه الانسان والمسارعة الى اطفاء نيران حاجاته وادخال السرور على قلبه .
- 4 –
وبامكاننا القول :
انَّ النهوض بتأمين ما يحتاجه بعض الفقراء والمستضعفين وان لم يكن رقما ضخما في الحساب – قد يكون الطاعة المقبولة التي يتبوء صاحبها مفتاحاً من مفاتيح الجنة .
- 5 –
لا تبخل على أخيك ببعض مالديك مما انعم الله به عليك ولا تحصر اهتمامك بذاتك وبعائلتك ..
وكن الشهمَ النبيلَ الذي يسع قلبُه الجميع .
وهكذا هو العراقي الأصيل
حسين الصدر