قصة حب عراقية عنوانها دار المسنين

حذام يوسف
في صباح مميز بعذوبة مطره، انطلقنا الى دار المسنين في منطقة الرشاد بصحبة مجموعة خيرة من أعضاء رابطة مبدعي مدينة الثورة، لنصنع دقائق من شذى المحبة على نزلاء الدار.
كان اللقاء، وكانت حكايات من المحبة الموشومة بحزن ابدي، لنساء فقدن طعم الراحة مع ابنائهن، فكانت دار الرشاد المحطة الأخيرة لهن.
يتمتع النزلاء بالرعاية والمحبة من قبل مدير الدار الأستاذ جاسم عبد السادة الغراوي، الذي رحب بنا موجها الدعوة لكل من يجد في نفسه القدرة على دعم ساكني الدار من نساء ورجال بكلمة محبة، فهم وكما يقول: يحتاجون الى الدعم النفسي أكثر من الدعم المادي، لأننا هنا نوفر لهم كل ما يحتاجون له بفضل مبادرات من الخيرين.
رابطة “مبدعي مدينة الثورة” سبق أن قامت بزيارات عديدة لهذه الدار محملين بكل طلبات نسائها ورجالها، والتي هي احيانا بسيطة جدا، لكنهم يريدون بها ربما اختبار زوارهم، ومدى وفاءهم بوعودهم، فكان استقبالنا مليئا بالتحيات والشكر والامتنان.
ويؤكد مدير الدار انهم قبل أيام اقاموا لهم حفلا موسيقيا بدعم من ( ام انس)، الناشطة المدنية، فكانت حفلة محبة تعوضهم ما فقدوه من عائلاتهم لاسباب اختلفت وتنوعت بين ظروف اقتصادية واجتماعية.
من بين نزلاء الدار السيد أكرم خلف جواد، الذي أسس له حياة خاصة به، بعد طلبه للزواج من احدى النزيلات وهي كفيفة ومقعدة، لكنه أراد الزواج بها ليكون مسؤولا عنها في كل احتياجاتها اليومية، فسألته: أحببتها؟ أجابني ببساطة ورقي واضح لثقافته ووعيه بأنه ارتبط بها بعيدا عن العاطفة، لكنه أراد أن يكون لها رفيقا وزوجا، تجمعهم حوارات وجلسات هادئة، يقرأ لها قصائد غزل، فتقول وهي تضحك ” اني كلش زينة ، وهو ممخليني محتاجة ش ..”.
تأملتهم كثيرا وهم يتحاورون، وانا افكر مع نفسي، هل هذا حب؟ أم انه شعور أسمى منه؟ فكيف لشخص أن يرتبط بامرأة كفيفة ومقعدة؟ وتأكدت ان هذا الرجل يوصل رسالة لكل من يلتقيه، ان الحب يحطم جميع الحواجز فيحلق بأصحابه عاليا فوق جميع عقد المجتمع، وهلوسات العشاق!.
الحب الحقيقي الذي لا يحتاج قصائد ولا رسائل .. حب من طراز خاص .. حب يعلن عن هويته بيسر من دون عقد المحبين!
* حب مدير الدار لكل الساكنين به ودعوته لكل انسان له القدرة على دعم الانسان ويؤكد انهم يحتاجون للحوار والدعم نفسي ويدعو الجميع بمحبة ليكونوا قريبين منهم.
* حب أعضاء رابطة_مبدعي_مدينة_الثورة لكل أبناء العراق فلم يقتصر دعمهم لأبناء المدينة .
* حب النساء لهذه الزيارة القصيرة ولهفتهم للسلام، ودعوتنا لزيارتهم مرة ثانية وقريبة.
باختصار هذه هي قصة حب عراقية.
يذكر ان الدار تضم ما يقارب 39 رجلا و55 امرأة.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة