حذام يوسف
جزء مهم من الثقافة هو ان تكون قارئاً جيداً ومتابعاً لما يطبع محلياً وعربياً وعالمياً، وبعد عصر الانفتاح التكنولوجي بات من السهل على أي قاريء ان يحصل على مطلبه وتحت أي عنوان، فالمكتبة الالكترونية وصلت لعدد كبير من المهتمين بالثقافة والاطلاع وتعد معارض الكتاب في العراق والدول العربية، فرصة ذهبية لتلاقح الأفكار بين شتى الثقافات حتى داخل البلد الواحد، إضافة الى تعدد الخيارات امام المتلقي، وهو يتجول كسائح بين الاف العناوين الأدبية والتاريخية وغيرها من العناوين.
قبل أيام اختتمت فعاليات معرض بغداد الدولي للكتاب وكان ملتقى لعدد من الادباء العراقيين في الداخل والخارج وعدد من الادباء العرب، وكما نعلم ان الهدف من إقامة هذه المعارض هو خلق أجواء ثقافية تفاعلية بين رواد المعرض إضافة الى الهدف الاقتصادي من إقامة هذه النشاطات، ولكن القاريء يبقى حائراً بين عناوين مهمة ومطلوبة، وبين حرارة الأسعار التي تصرعليها دور النشر.
من ابرز المعارض التي يقبل عليها المثقف العربي والاديب أيضا معرض كتاب بيروت والقاهرة، أبو ظبي وبغداد، مع ما تتضمنه من فعاليات ثقافية غير عرض الكتب، وتتوزع بين الندوات الثقافية والفعاليات الفنية، وحفلات توقيع الكتب لعدد من الادباء.
من المقولات الشهيرة بخصوص موضوع الثقافة والقراءة « قل لي ماذا تقرأ أقل لك من أنت» وهنا لابد من الإشارة الى ان ليس كل من يقرأ مثقفاً، وليس كل من يمتلك مكتبة بآلاف العناوين هو مثقف بالضرورة! ربما المقولة تصح على انطباعنا على شخص معين انه قارئ جيد .. مهتم بالإصدارات الجديدة نعم ، لكن لا يمكن ان اصفه بالمثقف قبل ان اتأكد من طبيعة قراءاته وفي أي مجال وماذا يتبقى من قراءاته كداعم لسلوكه كإنسان، فالعبرة ليست بعدد العناوين المقروءة، ولا بأناقة مكتبته، اذن هذه المقولة الشهيرة غير دقيقة، خصوصا في وقتنا الحاضر، زمن الاستعجال في كل شيء، والاعتماد على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل فقد معه القاريء هويته الثقافية والاجتماعية، وبالعودة الى معارض الكتب المحلية والعربية والعالمية، نقول نحتاج الى مؤسسة متكاملة تهتم بهذا الجانب حصراً، والتحضير لهذه الفعاليات سنوياً بالإعلان عنها والتحضير لها بشكل دقيق ومنظم ومهني، يخدم القاريء والكاتب معاً مثلما يخدم القائمين عليها ولايترك الموضوع لبعض الشباب المتطوعين، لان القضية تهم وطناً بثقافته ومستقبله ومبدعيه.