عصابات داعش تهدم 115 قبراً يضم رفات شخصيات اجتماية وتاريخية في ناحية السعدية

الاهالي يستنكرون جرائمها في المحافظة

ديالى ـ علي القيسي:

كشفت مصادر أمنية في محافظة ديالى عن تهديم عصابات داعش الارهابية 115 قبرا بناحية السعدية، وفيما أكد مؤرخون واجتماعيون ان هذه القبور تعود لشخصيات لها دلالات تاريخية، استنكروا هذه الجرائم.

وذكرت  المصادر التي رفضت الكشف عن هويتها لـ “لصباح الجديد”، أمس الاثنين ان “ثلاثة من هذه المقابر التي تقع في داخل ومحيط ناحية السعدية (60) كم شمال شرق بعقوبة تم تهدمهن بواسطة جرافات”، مضيفاً ان “16 قبرا تم تفجيرهن بواسطة عبوات ناسفة، بينما تم تجريف  3  مقابر بواسطة جرافات كبيرة”.

وزاد المصدر بان “يوم الاحد الماضي قامت عصابات داعش بتهدم 50 قبرا في مقبرة السعدية الرئيسة فيما نشرت فتوى تحث المواطنين على عدم بناء القبور العالية او اضافة النقوش عليها كونها مخالفة واضحة لما تسمى بالمبادئ الاسلامية الصحيحة وفق منهج وتفكير تنظيم داعش”.

ويرى مؤرخون بان هدم القبور في ديالى والموصل وصلاح الدين تعود لشخصيات كان لها دلالة مجتمعية وتاريخية ودينية، وتهديمها يعتبر تجاوز على حرمة الموتى و على القيم والاعراف المجتمعية للعراق وللانسانية.

واكد مواطنون  في ديالى  ان “الكثير من هذه القبور التي هدمت تعود لشخصيات دينية تحظى باحترام وتقدير جميع شرائح واسعة من ابناء المجتمع العراقي”.

وبين المواطنون  ان “عمليات التجاوز على المقابر بدأ بشكل جلي بعد يوم واحد على احتلال عصابات داعش لناحية السعدية خاصة بعد ان قام بتلغيم الطرق المؤدية اليها لمنع الاهالي من زيارة المقابر خاصة في ايام الاعياد والمناسبات الدينية كونها بدعة واساءة للقيم الاسلامية على وفق معتقد ومنهج التنظيم”.

من جانبه، اكد احد شيوخ العشائر في ديالى ان “استهداف المقابر من قبل التنظيم دفع الكثير من الاهالي الى مطالبته بالكف عن هذه الافعال التي تمثل انتهاكا صارخا لحرمة الموتى، الا ان قادة داعش  رفضوا جميع المحاولات الى قاموا بها لايقاف عمليات هدم القبور”، مشيرا الى  ان “ما حصل سيحفز الكثير من ابناء العشائر الى حمل السلاح والتصدي بما اسماهم بطالبان العرب في اشارة الى هذا التنظيم”.

الى ذلك قال الباحث الاجتماعي في ديالى ظافر اللهيبي في تصريح “للصباح الجديد” ان “ما تقوم به خلايا داعش  هو تقرير عملي يدلل على منهجها لبناء ما تسميه بالامارة عبر سياسة فرض الامر الواقع بالقوة”. مضيفا ان “هدم المقابر والمراقد والمزارات الدينية تعد احد اهم معالم منهج التنظيم الذي يأتي في اطار فرض معتقداته على المجتمع بوسائل القوة والارغام”، لافتا الى ان “المناطق التي استولى عليها التنظيم ستدفع الكثير من المعتدلين فيها الى بناء اطر للتنسيق مع الاجهزة الامنية وبقية المكونات الاخرى من اجل منع انتقال التطرف الى مناطقهم لانهم سيدفعون ثمنا باهظا”.

فيما عد رجل الدين محمد صباح الدليمي ان “ما تقوم به مجاميع داعش من جرائم وانتهاكات لحرمة الموتى ماهي الا محاولات يائسة لتشويه القيم الاسلامية عبر ادعاءات مزيفة، عادا الوقوف بوجه هذا التنظيم واجب شرعي لحماية الدين الاسلامي ممن يحاولون الاساءة اليه”.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة