متابعة – الصباح الجديد:
“من رحم المعاناة يخرج الإبداع”. جملة يعرفها ويرددها كثيرون لكنها تكتسب بعدها الحقيقي في الأوقات العصيبة التي يواجهها الإنسان، ومنها العدوان الإسرائيلي الأخير على فلسطين.
فقد حول مبدعون فلسطينيون أعمدة الدخان وألسنة اللهب التي أصبحت جزء من المشهد اليومي في غزة لقرابة 3 أسابيع، حولوها إلى لوحات فنية تعبر عن الجمال الذي يمكن أن يستخلصه كل انسان محب للحياة، حتى من أسلحة تنشر الدمار وتفتك بالبشر.
فقد رأى هؤلاء المبدعون في صور الدخان المتصاعد أشكالا ألهمتهم لاستكمالها، فتحولت إلى لوحات بديعة، تبرز جمالا يمكن رؤيته حتى في أكثر المشاهد قبحا.
فها هي شمس تعاند السحب لتعلن شروقها، ورجل يعتمر كوفيته يواسي دموع فلسطينية، وشابة تنزع عن جسدها الدخان الأسود لتغدو كطائر الفينق الذي ينهض من الرماد، .. وعلامة نصر ارتفعت في سماء غزة المحاصرة.
لوحات جديدة يبدعها فلسطينيون لا يهتمون بأن تحمل هذه اللوحات أسماءهم وإمضاءاتهم، بقدر ما يهمهم أن تحمل رسائل تنقل آلام شعبهم ومعاناته، لتضاف هذه الإبداعات إلى ما سبقها مما بات يُعرف بالنتاج الشعبي الفلسطيني.
ربما لا تحمل لوحات غزة 2014 صورا تختلف كثيرا عن تلك التي تحملها جدران الأراضي الفلسطينية المحتلة، وعلى رأسها الجدار الفاصل الذي تحول إلى ما أشبه بغاليري يجسد معنى المقاومة بالفن.
لكنها بكل تأكيد تبعث برسالة ربما أهمها قدرة الانسان على أن يحمل في قلبه حلما بيوم ينتهي فيه قبح الحروب لينتصر الجمال.