موت مشروع العراق الديمقراطي

العراق في محنة .. محنة خطيرة تنطوي على كل المخاطر .. وتبعث على الاسى والحزن . وتكاد نعصف بكل ما تحقق وما لم يتحقق من مكاسب او آمال وطنية وشخصية حتى . وربما لا يتعب الانتهازيون من التغاضي عن مجريات الاحداث ويخلطون ما هو جوهري بما هو ثانوي ، ما هو عابر وقابل للحل وما هو غير قابل للحل .
والأنتهازيون ، والمقاولون الإعلاميون خاصة ، يمسكون اليوم بالظواهر السطحية لتثبيت ما يعتقدون انه حقوق جوهرية او مصيرية للشعب الكردي فيما هو لا ينظرون الى الحقائق الساطعة التي تبرهن ان النخب الكردية لم تؤدي واجباتها طيلة عقدين من الزمن في تأسيس نظام حكم يليق بشعب كردستان . تماما كما فشلت نخبنا العربية والإسلامية في خلق مثل هكذا نظام . والمكابرة والعجرفة الحاصلة الان في مضمون الخطاب السياسي تدفع الى الإشمئزاز والغضب .
نحن في محنة كلنا واكثرنا من يتمسك بمواقفه ويعتقد ان الباطل لا ياتية من اي جانب .. وحيث اننا نحيط انفسنا بالمتآمرين والنهازين والفاجرين واللصوص والمفترين لتصل بلدنا الى محيط هائج لا مفر من الاستسلام لطغيانه. لم ينصح هؤلاء قياداتنا حتى نقول انهم لم ينتصحوا او يرعووا ، ولم يسمع احد صوت العقل او الواقع بالاحرى ، حتى وصلنا الى موضع نشبه فيه دكتاتوريات العالم التقليدية او الكلاسيكية … في المسرح العياني في كردستان عشرات الشخصيات المتنفذة التي لا تنتمي الى البيشركة يوما ولم تقاتل في صفوفها وهي تتلمض الان طامعة بما يمكن ان يأتيه عليها احتكار الحكم على ظهر الشعب الكردي ، تماما كما يفعل اليوم عشرات بل مئات من العرب العراقيين الذين يدمغون جباههم ليتظاهروا بالعفة الدينية وهم لم يسهموا بأي شيئ في محاربة الدكتاتور الذي تشاركنا عقودا من الزمن في النضال والتضحية في مقاومته .
واسفاه على موت مشروع العراق الديمقراطي ، ووااسفاه على الاخوة والرفقة الشريفة التي عملنا عليها طيلة سنوات الظلم والتعسف .. ولنا الله ايها العراقيون عربا واكرادا على المستقبل .
اسماعيل زاير

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة