البصرة حاضنة لكل الإبداع العراقي

قبل يومين اختتمت فعاليات ملتقى قصيدة النثر في البصرة بحضور مميز وكبير لأدباء بغداد والمحافظات، وكالمعتاد تضمن الملتقى جلسات على مدار ثلاثة أيام من يوم الخميس 14 أيلول الى يوم السبت 16 أيلول، وكعادة البصرة والبصريين استقبلوا ضيوفهم بكرم حاتمي، احتوى الجميع من دون استثناء، بإشراف الدكتور الشاعر سلمان الكاصد، الذي لم يدخر جهدا من اجل إنجاح الملتقى بالتعاون مع أعضاء اللجنة التحضرية وبدعم من وزير النفط جبار لعيبي، بالتنسيق مع اتحاد الادباء المركز الرئيسي، فكان الملتقى وكان الجمال لصناع الجمال.
وبرغم التفجير الإرهابي الذي حصل في يوم الخميس قرب سيطرة الناصرية، وكانت حافة اتحاد الادباء قريبة من تلك الحادثة، وبرغم صدمتنا بكل تفاصيل الحادث، الا ان الملتقى أقيم بنجاح، فكان ردا قويا لكل من يقف بوجه الحياة والشعر والجمال، وتواصلت الفعاليات شعرا ونقدا بمشاركة عدد من الشعراء والنقاد، لتشرق قاعات فندق مناوي باشا والمركز الثقافي النفطي، بحروف من ذهب كتبت لأجل العراق ، العراق وحسب، البعض ومثل كل الملتقيات والمهرجانات ، مهمته فقط النقد لأجل النقد وليس لأجل التقويم، هذا البعض، غض النظر عن جمال المشهد، وتحدى الإرهاب بهذه الفعاليات التي تزيد من روعة البصرة، وركز على مجموعة من النصوص كانت متواضعة ولا ترقى الى مستوى قصيدة النثر، الا ان المشهد العام لكل الفعاليات اثبت ان البصرة سيدة الاوائل كما وصفها الشاعر محمد سعيد الصكار.
بنظرة سريعة لتلك الأيام الثلاثة من الملتقى، ولكل الفعاليات التي أقيمت على هامشه من معارض الكتب الى الندوات النقدية، مرورا بالمشاركات ومداخلات الحضور، نجد ان البصرة مازالت الثغر الحالم والصانع لكل الجمال العراقي أدبا وفنا، ولابد ان نتوقف كثيرا للجهد الذي بذله القائمون على الملتقى، بإشراف مباشر من قبل الدكتور سلمان الكاصد، الذي كان يتابع كل صغيرة وكبيرة بنفسه، أيضا لابد من وقفة امام الشعراء الشباب، الذين اضافوا للجلسات الشعرية دماءً جديدة، وحروفا غنية بكل النضج والجمال، وما يميز ملتقى هذا العام، هو ان الجلسات النقدية لم تكن مجرد جلسات لتغطية ساعات المنهاج، بل كانت جلسات مدروسة بعناية، لتكون بحوثا عن جميع القصائد المشاركة في الملتقى، فكان نقدا وحوارا مباشرا، بين الناقد والكاتب والجمهور، وهذه ربما تحصل للمرة الاولى في المهرجانات والملتقيات الأدبية.
من حق البصرة علينا اذن ان نشهد لها بانها سيدة الأوائل، وسيدة الشعر، والفن بفرقتها الأجمل ( فرقة الخشابة البصرية)،التي جعلت من ختام الملتقى احتفالا بالحياة، فانتصرت الحياة وانتصر الجمال وانتصر الحب والشعر على كل أعداء الحياة.
حذام يوسف

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة