لاأتذكر انني قرأت تقريرا نشرته صحف اميركية او بريطانية ، لم يتحقق محتواه ولو بعد سنوات ، ويتداعى الى ذاكرتي المرهقة والكسولة انني قرأت تقريرا لصحيفة اميركية نشرته احدى الصحف اللبنانية ربما في عام 1982 وكان عنوانه
تحديدا “لبننة العراق” وشاهدوا الآن !
وفي تقرير آخر ربما أيضا في العام نفسه، كتبت صحيفة بريطانية ان الولايات المتحدة الاميركية تعد خطة استراتيجية للوصول الى الشواطيء الدافئة ، وكانت تقصد شواطيء الخليج العربي ، وهو ما حصل بحصان صدّامي ، سيذكر له كما حصان طروادة !
صحيفة الـ” نيويورك تايمز” الأمريكية نشرت الاسبوع الماضي تقريرا كشفت فيه عن خطة لتقسيم خمس دول في المنطقة العربية الى 14 دويلة ، منها العراق..
ومن سخريات المقال قوله “رغم أن اتفاقية ”سايكس ـ بيكو” التي تم الاتفاق عليها خلال الحرب العالمية الأولى (1914 ـ 1918) تم تنفيذها على أيدي أكبر قوتين عسكريتين آنذاك، إلا أن الخريطة الجديدة تفترض أن العرب أنفسهم من سيشرف على التقسيم الذي سيكون نتاج “الربيع العربي” الذي أدخل عدة دول في حرب أهلية أو أزمات سياسية” .
ونقلت عن مركز دراسات تابع لها، ما أسمته “خريطة جديدة للعالم العربي” يتم تقسيم خمس دول عربية إلى 14 دويلة، وهذه الدول هي : ليبيا وسوريا والعراق واليمن، وحتى السعودية.
الاهم بالنسبة لنا اننا ضمن هذه الخطة بكل تفاصيلها مع جارين في الطبخة ، السعودية وسوريا…أما سوريا، فقسمت إلى ثلاث دويلات، دويلة “علوية” على الساحل، و دويلة “سنّية” مركزها الشام ومعظم المناطق الوسطى والجنوبية والشرقية، و دويلة “كردية” في الشمال مع الحدود مع تركيا متحدة مع إقليم كردستان في العراق، الذي قسم أيضا إلى دويلة سنية في الوسط و الغرب، و دويلة “شيعية” في الجنوب.
يقول التقرير عن السعودية “الغريب أن السعودية التي تبدو أكثر الدول العربية استقرارا مرشحة، للانشطار إلى خمس دوليات على أساس مذهبي وقبلي، منطقة يسودها المذهب الوهابي في الوسط أين توجد العاصمة الرياض، وأخرى في المناطق المقدسة في مكة والمدينة وجدة، وثالثة في الشرق أين ينتشر” الشيعة”، وهي منطقة غنية بالنفط، إلى جانب دويلة في الشمال لها امتداد قبلي مع عشائر عربية في الأردن والعراق، ودويلة في الجنوب”.
قد تبدو الخطة اليوم الاقرب واقعا بالنسبة للعراق وسوريا ، وتبدو مفاجأة بالنسبة للسعودية لتمركز المصالح الاميركية فيها بالمنطقة ، كما انها الصديق الثاني للبيت الابيض بعد تل ابيب ، لكن الخطة المستقبلية تبدو اكبر وحاوية لكل المصالح الاميركية والغربية والاسرائيلية معا وفي سلّة واحدة..لكن التقسيم لن يكون في سلّة واحدة، فامام المخطط المستقبلي سوريا التي على وشك التقسيم فيما سيأخذ العراق زمنا اطول لاعتبارات البنية الاجتماعية وصراعات الجيران ،تركيا وايران، اللتان ستجدان نفسيهما في قلب اللعبة الجهنمية للتقسيم ولن يتخليا عن حصتهما من الكعكة التي ستكون جاهزة للتغانم بعد سنوات من تأريخ نشر التقرير..
بالنسبة للعراق فقد بشرونا بمستقبلنا على لسان جون بايدن نائب الرئيس الاميركي الذي تحدث صرحة عن مناطق للسنة والشيعة والكرد ، وهذا الكلام نسمعه يوميا من قادتنا الكرام وهو يهددوننا به ، وكأننا كشعب سنقود التقسيم وننفذ خطط بايدن ونتقاسم الكعك !!
هل سيحافظ ساستنا الكرام على وحدة العراق ام انهم سينخرطون بقوة في خطة سينفذونها باياديهم الكريمة؟
عامر القيسي