بغداد ـ الصباح الجديد:
يتابع كتاب”مدينة كاووش” سيرة ستار كاووش الفنان الموهوب وحياته منذ بداياته الأولى حتى يوم مغادرته العراق، ويستعرض جميع معارضه التي أقامها في بغداد تحديداً، مع قراءات في بعض أعماله وتأصيل لتجربته ومواردها العربية والعالمية. ويبدو الكتاب كأنه تعبير عن عشق المؤلف للوحات هذا الرسام العالمي عندما كان في بغداد، المدينة في مرآة الرسام والرسام في مرآة المدينة وكلاهما يحضران في مرايا نص مطلك وانطباعاته. وندرك أهمية ستار كاووش في الوسط الثقافي من خلال الكتب التي صدرت عنه، فكتاب مطلك ليس الأول في هذا المجال، سبق وصدرت عن تجربته ثلاثة كتب: «الأطياف التعبيرية في تجربة ستار كاووش» للكاتب عدنان حسين أحمد باللغة العربية عام 2005 وكتاب «أصابع كاووش» لعدد من الشعراء الهولنديين باللغة الهولندية جمع وإعداد موفق السواد عام 2006 وكتاب «كاووش وعالمه السحري» للناقد ميشيل فان مارسفين باللغتين الإنكليزية والهولندية عام 2010. وما يميز كتاب مطلك أنه شخصي فهو يقول في التعريف: «سأتابع أهم معارضه، وسأكتب انطباعات جمالية في الغالب، وقليلاً من القراءات الشكلية في جوارها عن بعض أعماله، سأبحث علاقة هذه الأعمال بمصادر كاووش الفنية، وأسلافه من الفنانين الذين تأثر بهم ونهل من تجاربهم وباتت آثارهم تتنفس في لوحاته. سأضطر هنا في هذه الرحلة، إلى التوقف أحياناً عند أحوال بغداد وناسها، وملمحاً للتبدلات العميقة التي طرأت على بناها المجتمعية، سيختلط من دون إرادة مني، هوسي بهذه المدينة مع إعجابي برسامها الموهوب، سأخلط بين واقعها وبين مقترحاته الجمالية، سأغادر لوحاته الى شوارعها، وربما سأدخل من شوارعها إلى لوحاته، لا هنا كما أسلفت لست بصدد دراسة نقدية، أنا هنا مجرد كاتب سيرة ستار كاووش عندما كان في بغداد».
وفي تعليق له على “فيسبوك” كتب مطلك: “أعتقد أنها أول سيرة فنية لفنان عراقي تكتب وهو في قمة عطائه، وكاووش أحد أهم الفنانين العراقيين وتجربته تنتمي إلى تلك التجارب العالمية التي يحق لنا أن نفخر بها جميعاً”. ولكن المحنة التي لاحظها المؤلف أنه يكتب عن جمالية أعمال فنان عاش في بغداد، هذه المدينة التي تبدلت وجوهها بسبب الاحتراب والعنف، يقول مطلك: “يتناول الكتاب فترة حرجة من تاريخ عاصمتنا وبلدنا، حيث ولدت تجربة كاووش في لحظة إشكالية بين صعود بغداد المدني وبداية عدها التنازلي لتفقد بغداديتها تدريجاً وتختفي ملامحهما البالغة الروعة والجمال في دخان الحروب والحصارات، لذلك اضطررت إلى رصد بعض التبدلات في الذوق العام الذي طرأ على المدينة وأهلها انطلاقاً من قراءة أعمال كاووش نفسها، لأن كاووش بتقديري رسام بغداد ومدون سيرتها الجمالية بلا منازع”.
ولد ستار كاووش في مدينة بغداد عام 1963 وتخرج في كلية الفنون الجميلة في بغداد عام 1990. شارك في عدد كبير من المعارض الفنية في بلدان عدة وحصل على عدد من الجوائز، وقد اختارت منظمة العفو الدولية الأمنستي عام 2011 إحدى لوحاته ووضعتها على طابعها.
حصل على الجائزة الثالثة في معرض الفن العراقي المعاصر في بغداد 1992، وعلى الجائرة الأولى في المعرض نفسه عام 1993. اختارت منظمة العفو الدولية لوحته “الحديث بصوت هادئ” وطبعتها ببطاقة بريدية ووزعت على بلدان عدة من العالم 2007. كذلك اختارته مؤسسة {بيت فان غوغ لعرض معرض شخصي لأعماله عام 2006، وهذه المؤسسة هي بيت الفنان الهولندي الشهير فنسنت فان غوغ الذي عاش فيه في ثمانينيات القرن التاسع عشر.
الكتاب في 318 صفحة، فيه أكثر من 100 صورة للوحاته وأرشيفه الشخصي .
وخالد مطلك شاعر عراقي، صدرت له الكثير من الأعمال الإبداعية في الشعر والرواية والمسرحية، من بينها المجموعة الشعرية “تمثال لجلالة الملك” ورواية “بيضة هولاكو” ومسرحية “جزرة وسطية”.