رابطة “مفكرون عراقيون” تناقش مفهوم السلطة والمعرفة على قاعة الجواهري

بغداد – حذام يوسف:
ضيّفت رابطة “مفكرون عراقيون” الدكتور أستاذ الفلسفة حيدر ناظم، للحديث عن بحثه حول المعرفة والسلطة، وحوار مغاير حول المعرفة والثقافة في العراق، وتعدد الهويات.
أدار الجلسة الدكتور علي عبد الهادي المرهج، مرحبا بالضيوف، ومستعرضا نشاطات وكتابات الدكتور الضيف: اليوم لدينا موضوع جديد في الفكر الفلسفي، وما يتعلق بالفكر العراقي، والتحولات السياسية، كتب ناظم عن تاريخ الفلسفة، وهو من المهتمين بالمجتمع المدني حيث اختار “المجتمع الغربي في الفكر الغربي المعاصر انطوني غرامشي انموذجا”، عنوانه لرسالته في الماجستير، واهتم أيضا بقراءة التاريخ العراقي سياسيا، وثقافيا، الورقة تتحدث عن موضوع التحولات، والتشكلات، ومعالجاته السياسية، ضيفنا اليوم هو أستاذ لمادة الفلسفة في الجامعة المستنصرية، له كتابات عديدة عن المجتمع المدني، ولادته في مدينة النجف، ولكن نشأته وشبابه ونشاطه في بغداد، وهو مازال في مقتبل العمر، ومازال الطريق امامه طويل وواسع.
تحدث الدكتور حيدر ناظم بعد ذلك عن موضوع البحث، شاكرا للاتحاد هذه المبادرة: لست هنا في موضوع تقديم إجابات، انما همي الأساس هو تقديم مجموعة من التساؤلات، وهذا هو هم الفلسفة، التي تقدم تساؤلات، وهي غير معنية بتقديم إجابات جاهزة، وناجزة للواقع الموجود، وبالتالي فحل هذه الإشكالات، متعلقة بالخطاب السائد، الذي يتعلق بثنائية السلطة والمعرفة، ومن يحدد من؟ ومن الذي يتحكم بهذه الثنائية؟ هل الجانب السلطوي هو المتحكم، ام الجانب المعرفي هو المسيطر؟، وفي مجتمعنا نأخذ معرفتنا من الخطاب السائد في هذه المرحلة، والقضية الأخرى هو ان الثقافة اليوم، الموجودة في واقعنا لا تنفصل عن الخطاب السلطوي، وممارسة السلطة، وهناك بؤر متعددة للسلطة تتحكم حتى بالمعرفيات التي نتصورها انها نتاج ثقافي خالص.
ناجح المعموري قال خلال كلمته:” انا اعتقد ان العنوان تنطوي عليه الشعبية، “المعرفي والسلطوي”، وكأنما الإيقاع تحكم باختيار العنوان، وداخل المحاضرة نلاحظ ان هناك تحولا في موضوعة العنونة، بالإشارة الى المعرفة والسلطة، مثل هذا المصطلح، في بيئة مثل العراق، تداوله ومحاولة تقديم رؤى فلسفية ضعيفة جدا، فتداول المعرفة تداول محدود في الأقسام المتخصصة فقط، قسم الفلسفة، وعلم الاجتماع، والانثروبولوجيا، وحتى بالأوساط الثقافية نجد ان تداولها محدودا جدا، وهي واحدة من اشكاليات الادب والثقافة العراقية، هو غياب الفكر الفلسفي في أوساط الادباء والمثقفين، الفلسفة قضية بعيدة وغريبة حتى في الأوساط المعنية بالجمال، مثلا الفن التشكيلي، والنحت، فهم لا يعرفون شيئا عن فلسفة الجمال، وهذا خطأ قاتل وكبير، الحديث عن المعرفي، او عن السلطوي، فيه شيء من المغالات، او التعبير عن أحلام في ذهن الدكتور حيدر الدكتور، فحتى بالدراسات المعرفية والفلسفية، نادرا ما تمر مفردة السلطة والمعرفة، اليوم المعرفي غائب، ولكن الحاضر هو الثقافي، فليس من الضرورة ان نقول ان الثقافة من الرحم المعرفي”.
الناقد علي الفواز ذكر ان: خلطة المفاهيم التي امامنا الان هي السلطة، والمعرفة، والخطاب، والهوية، وكلها تحتاج الى سياقات عمل، والى آليات يمكن ضبطها، ومعرفتها، والسيطرة عليها، قضية هذا الصراع الازلي ما بين السلطة والمعرفة، سيظل صراعا قائما، لان كل سلطة لابد ان تتكئ على معرفة، وكل معرفة لابد لها ان تتكئ على سلطة، ولا يمكن لأي سلطة ان تتكئ على الأسلحة فقط، واعتقد ان الحديث عن العراق كتجربة، هو غير الحديث عن دولة مثل فرنسا، وإيطاليا، واميركا، لان مفهوم السلطة المركزية فيها قد انتهى، وهناك قيم وموجهات للسلطة، او إن السلطة تشظت الى ان تحولت الى منظومة من العلائق، او الموجهات، في هذه الدول النظام هو الذي يشعرك انك مراقب، وهذا هو مفهوم السلطة الذي زرعه النظام الغربي داخل الانسان “.
في الختام تسلم الضيف شهادة تقديرية ودرع الجواهري باسم رابطة “مفكرون عراقيون”.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة