استهدفت اراض زراعية ورياضية ومحطة لتحلية المياه
الصباح الجديد-متابعة
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، في وقت مبكر من امس الاحد، أن إجمالي عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي خلال 6 أيام من التصعيد في غزة بلغ 145 شهيدا، بينهم 41 طفلا و23 سيدة، إضافة إلى 1100 إصابة، وفيما يواصل الاحتلال الإسرائيلي لليوم السادس استهداف الأبراج والمنازل في هذا القطاع اعترف بنيامين نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال بأيام صعبة تنتظر إسرائيل، لكنه اصر على مواصلة التصعيد، في وقت وردّت المقاومة بقصف العمق الإسرائيلي، معتبرة أن تل أبيب باتت هدفها الرئيسي.
أضافت الوزارة أن المناطق الشمالية والشرقية من قطاع غزة شهدت تشريد عوائل بأكملها، معتبرة أن ارتفاع عدد المشردين بسبب هجمات الاحتلال يمثل تحديا كبيرا.
وحذرت وزارة الصحة في غزة من كارثة صحية وانتشار فيروس كورونا في مراكز الإيواء التي فتحت لاستيعاب العائلات التي فقدت منازلها.
وقالت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة “يجب على المجتمع الدولي وقف انتهاكات إسرائيل، خاصة ضد قطاع الصحة”.
في المقابل، قال نتنياهو “لن نسمح بأن يكون مجتمعنا اليهودي مهددا بهجمات إرهابية”، مؤكدا مواصلة حماية المواطنين والرد على هجمات “إرهابيي حماس”.
وفي مؤتمر صحفي في وقت متأخر من السبت اتهم نتنياهو حركة حماس باستخدام المدنيين دروعا بشرية، وقال إن الجيش يبذل جهودا كبيرة لتجنب إصابة المدنيين.
وأضاف نتنياهو “تنتظرنا أيام ليست بالسهلة، وعلينا أن نبقى يقظين وموحدين.. سنعمل كل ما هو مطلوب لإعادة الهدوء إلى شوارع إسرائيل”.
استهداف الأبراج والمنازل
ومساء السبت، تلقى سكان برج مشتهى (القاهرة) المجاور لمبنى وزارة المالية في حي تل الهوى (جنوب مدينة غزة) إنذارات من جيش الاحتلال الإسرائيلي لإخلائه تمهيدا لقصفه، ولكن تداول ناشطون صورا لتعرض البرج للقصف، الأمر الذي يعني ان شاغلي البرج لم يمنحوا الفرصة المطلوبة للإخلاء، وان الانذارات للإستهلاك الاعلامي.
وعلى الرغم من اعلان الجيش الاسرائيلي، أن غاراته تستهدف منازل لقيادات في حركة حماس بقطاع غزة، استهدف القصف الإسرائيلي مقر البنك الوطني الإسلامي في حي الرمال (وسط مدينة غزة).
وعند منتصف الليل استهدفت طائرات الاحتلال محال تجارية في حي الزيتون شرق مدينة غزة، كما تجدد القصف على برج سكني في غرب المدينة.
وشملت الغارات الإسرائيلية ايضا،منشأة رياضية وسط مدينة غزة، ومحطة لتحلية المياه شمالي المدينة، كما جددت مدفعية الجيش الإسرائيلي قصف أراض زراعية بقذائف صاروخية في بيت لاهيا شمالي القطاع.
ودمرت طائرات الاحتلال السبت، برج الجلاء الذي يضم مكاتب لوسائل إعلام عالمية مثل وكالة أسوشيتد برس (Associated Press) الأميركية، كما يضم 60 شقة سكنية ومكاتب لمحامين وأطباء.
وفي هذا الصدد قال الرئيس التنفيذي لوكالة “أسوشييتد برس”، غاري برويت، إن ” المؤسسة الإعلامية الأميركية أصيبت بالصدمة والذعر” بعد قصف المبنى. وأضاف في بيان، “إنهم يعرفون منذ فترة طويلة موقع مكتبنا ويعرفون أن الصحافيين كانوا هناك”.
وبعد تدمير البرج قال أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام -الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- إن على “سكان تل أبيب والمركز أن يقفوا على قدم واحدة، وأن ينتظروا ردنا المزلزل”، كما قالت سرايا القدس إن “العدو يرتكب حماقة سيدفع ثمنها غاليا باستمرار عدوانه وهدم المباني والأبراج المدنية”.
وارتكبت طائرات الاحتلال أيضا السبت مجزرة في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، حيث قصفت منزلا من 3 طوابق بصواريخ عدة، مما تسبب بسقوط 10 شهداء، هم 8 أطفال وسيدتان.
عشر شهداء من عائلة واحدة
وفي صباح السبت، قتل 10 أفراد من عائلة فلسطينية واحدة جرّاء ضربة جوية إسرائيلية استهدفت غزة، وفق ما أفاد مسعفون في القطاع الفلسطيني.
وقتل ثمانية أطفال وامرأتان، جميعهم من عائلة أبو حطب، جراء انهيار مبنى من ثلاثة طوابق في مخيم الشاطئ للاجئين بعد ضربة إسرائيلية.
كما قال مسعفون فلسطينيون، إن ما لا يقل عن أربعة لقوا حتفهم بهجمات جوية في شمال غزة. وقال سكان إن زوارق البحرية الإسرائيلية أطلقت قذائف من البحر المتوسط رغم عدم إصابة أي منها القطاع.
وقالت وزارة الشؤون الدينية الفلسطينية، إن الطيران الإسرائيلي دمر مسجداً. وقال متحدث عسكري إن الجيش يتحرى عن صحة هذا النبأ.
حريق في ميناء أسدود
في المقابل، قُتل إسرائيلي السبت بعدما أصاب صاروخ أُطلق من غزة مبنى في منطقة قريبة من تل أبيب، وفق ما أفادت الشرطة ومصادر طبية.
وقال الناطق باسم الشرطة، ميكي روزنفيلد، على “تويتر”، “تحديث للضربة الصاروخية على رمات غان، قُتل رجل”.
وقالت حركة حماس إنها شنت هجوماً صاروخياً رداً على ضربة إسرائيلية استهدفت “نساءً وأطفالاً” في غزة. وبعيد ذلك، دوت صافرات الإنذار في تل أبيب.
وفي جنوب إسرائيل، لم يتوقف دوي صفارات الإنذار ليل الجمعة السبت، مع إطلاق نحو 300 صاروخ من غزة. وأعلنت “حماس” مسؤوليتها عن إطلاق الصواريخ.
من جانبها، أشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن صاروخاً استهدف مخزناً لوجيستياً يضم مواد سريعة الاشتعال في ميناء أسدود ما أدى إلى اندلاع حريق ضخم.
ونشر الجيش الإسرائيلي مقطع فيديو للانفجار الذي نجم عن سقوط الصاروخ في المصنع، وقال في تغريدة، “شاهدوا الأضرار بنفسكم. هذا لن يمر من دون رد”.
اسرائيل تقاتل على عدة جبهات
وتقاتل إسرائيل على عدة جبهات. في الضفة الغربية من نابلس إلى الخليل وفي جميع أنحاء الأراضي التي تحتلها منذ عام 1967، اذ نشبت اشتباكات بين اليهود والعرب في البلدات والمدن الإسرائيلية المختلطة. وقالت الشرطة الإسرائيلية إنها اعتقلت 23 شخصاً على الأقل بسبب تلك الاضطرابات.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن واشنطن “قلقة للغاية بشأن العنف في شوارع إسرائيل”، وحثت وزارة الخارجية رعاياها على تجنب السفر إلى إسرائيل بسبب أعمال العنف.
وتخللت المواجهات في المدن المختلطة أعمال شغب وتحطيم وإحراق سيارات. وأمر وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، الخميس، بإرسال “تعزيزات مكثفة” من القوى الأمنية إلى تلك المدن. وقالت الشرطة الإسرائيلية التي عززت عديدها بأكثر من ألف عنصر لمواجهة هذه الاضطرابات إنها اعتقلت أكثر من 750 من “مثيري الشغب” هذا الأسبوع، كما مُدد اعتقال أكثر من 450 على ذمة التحقيق.