وقفة احتجاج في مقر اتحاد الأدباء
حذام يوسف طاهر
وقف عدد كبير من الادباء والفنانين والأكاديميين وقفة احتجاجية لإخراج وزارة الثقافة من المحاصصة المقيتة، واختيار وزيرها من صميم الوسط الثقافي، وقد حضر عدد كبير من الادباء والمثقفين من محافظات العراق عموما، برؤساء الاتحادات والوفود المرافقة لهم، من البصرة والعمارة ومن الكوت وديالى وكربلاء والديوانية والنجف وبابل إضافة الى اتحاد أدباء نينوى.
تقدم الشاعر رئيس اللجنة الثقافية في اتحاد الادباء بكلمة ترحيبية بالحضور، مؤكدا في كلمته:» اننا لسنا ضد أي شخص رشِّح ليتسلم هذه الوزارة، انما الذي نعتقده ان وزارة الثقافة، وزارة المثقفين، وزارة هذا البلد التي تحمل الهم العراقي، تكوت تحت سيطرة من لا يقدرها معرفيا، لماذا يبدو الامر دائما وكإن المعنيين بهذا الامر قد وعدوا احد بوزارة، ولما نفذت الوزارات عوضوه بوزارة الثقافة! الا يتذكر أولئك وهم المنتمون الى النبي عليه أفضل الصلوات وعلى ال بيته الكرام، الذي حذر من اسناد الامر الى غير أهله؟! القضية أوسع مما يتصورون واخطر مما يعتقدون، وابعد مما تنتمي نظراتهم، ما أوسع ما تحملون به من احلام لهذا البلد، وما اضيق نظرتهم للثقافة وهي مشكلة هذا البلد وهي الحل، المثقفون هم اهل الحل ولماذا كل وزارة من وزاراتنا يُبحث لها عن مختص ليديرها، الا وازرة الثقافة يبحثون عن من يسيء اليها، باختصار نقول وبصوت واحد اخرجوا وزارة الثقافة من محاصصاتكم.
نحن نحسن الظن بأدبائنا، ونحسن الظن بسياسيينا، وقد ان الأوان لتتركوا وزارة الثقافة للمثقفين، فجربوا هذه الدورة وسلموا إدارة الوزارة الى المثقف، معا نقول اخرجوا وزارة الثقافة من المحاصصة ودعونا نبني هذا البلد بأكثر من وجهة نظر واكثر من حلم، هذا البلد اكبر بكثير من كل توقعاتكم فأهلا بالمثقفين والحالمين لنأخذ بأيدي بعض نحو عراق جميل، يرفع رأسه امام الدول الأخرى وليس كما يحث الان فهو في ذيل القائمة في كل شيء للأسف!».
وتحدث الناقد فاضل ثامر في هذه الوقفة بكلمة حماسية قائلا:» أيها الأصدقاء أيها المثقفون والفنانون والاكاديميون، احييكم في وقفتكم الرمزية الكبيرة هذا التي سيذكرها التاريخ بوصفها تمثل موقف مشرف للأدباء، ويؤسفنا ان نقول باننا منذ التغيير والى الان ظلت شريحة المثقفين العراقيين مهمشة، وكإن هناك توصية سرية بتحديد دور المثقفين وتجاهلهم، لكنهم لن يتجرأوا لأننا حاضرون ولن نصمت امام هذا الموقف القلق، واننا في اشد المواقف لم نستسلم وكنا صوت المجتمع المدني العراقي، ولن يستطيعوا الوقوف ضد هذا الوجود، لا صوت الا لصوت العقل والفكر والمنطق والإنسانية ولامجال للتعصب العنصري وضيق الأفق، نحن بحاجة الى الانفتاح على الاخر، وقد بحت اصواتنا ونحن لا نعلم لماذا هذا التجاهل المتعمد لشريحة المثقفين، وقد اعلن رئيس الوزراء وحث على تجنب المحاصصة والاعتماد على المثقفين واعتماد مبدأ التكنوقراط، فلماذا امام وزارة الثقافة تقفز المحاصصة مرة أخرى؟ هل هناك صوت تحت الطاولة يطالب بتهميش المثقف العراقي؟! قلناها في شارع المتنبي وفي ساحة التحرير، بغداد لن تكون قندهار، وبغداد ستبقى بغداد دائما».
وفي كلمة للفنان الكبير سامي عبد الحميد: « أيها الجمع الخير دمتم المبدعين في هذا الموقف النبيل، اناشد المسؤولين وأقول لهم ارجوكم دعونا نكون مثل مصر فوزيرة الثقافة فنانة معروفة، وفي كل البلاد المتحضرة، وزير الثقافة يكون من الوسط الثقافي وليس من خارجه، أيها المسؤولين الكبار انتم تريدون ابعاد وزارة الدفاع او وزارة الداخلية عن المحاصصة، فافعلوا ذلك مع وزارة الثقافة لان الثقافة تشمل العراقيين جميعا وشكرا لكم ..».
الصحفي عدنان حسين كانت له كلمة بالمناسبة:» .. في الكويت التي ليس فيها وزارة الثقافة وانما مجلس وطني للثقافة، جميع أعضاء المجلس الوطني هم من الكتاب والمثقفين والشعراء المرموقين، كما ان كل البلدان المتحضرة لا يمكن ان يكون وزير ثقافتها من خارج الوسط الثقافي، فلم يكون العراق استثناء من هذا؟».
وعن الادباء السريان القت الست شرارة يوسف بيانا صادرا عن اتحاد الادباء السريان بعنوان نريده بحق وزيرا للثقافة، وتحدثت عن المرشحين لوزارة الثقافة وفتح الترشيح الكترونيا، والجميع طالب بأن يكون وزير الثقافة القادم يتمتع بروح ثقافية عالية بعيدا عن المحسوبية والمنسويبية كون المثقف له رسالة نبيلة وإنسانية،
أما الفنانة عواطف نعيم فقالت وبحماس واضح:» إذا كنتم تنتهجون مبدأ المحاصصة، فنحن أيضا حزب كبير حزب المثقفين والفنانين ونمثل العراق من الشمال الى الجنوب، لم لا يكون من بيننا وزير الثقافة، من يمثلنا ومن يحمل صوتنا وهمومنا، شكرا لاتحاد الادباء لأنه امتلك الجرأة الشجاعة وقال كلمته بالموضوع، شدوا العزيمة وكونوا كما أنتم أقوياء واضحين، وزارة الثقافة لنا نحن حزب المثقفين «.
الدكتور خليل محمد إبراهيم حذر في كلمته من خيانة البعض للثقافة وللوزارة:» تعودنا هذا الأسلوب منذ قديم الزمان فقد وقف الظالون ضد المثقفين وضد الثقافة، ورغم هذا كنا موجودين على الرغم من كل الصعوبات التي وضعوها امامنا، انا أرحب بكل الحاضرين معنا هنا في هذه الوقفة، والحاضرين معنا بقلوبهم واللذين تعذر حضورهم، أقول هذا لان نقابة الفنانين للأسف وقفت موقفا معاديا من نفسها وانقلبت بين ليلة ويوم وتبدل موقفها تماما !! بمعنى ان هناك من يستطيع ان يسرق من يريد ان يعمل، وأتمنى الانتباه من هؤلاء وحاذروا منهم، وأيضا لاحظوا انكم وأنتم تقرأون كتاباتهم وأنتم تسمعون أفكارهم، فانهم يبشرون بمثقفين اخرين غيركم، وكأنهم يريدون سحب البساط من تحت ارجلكم، نحن ثابتون على موقفنا بأهمية ان يكون وزير الثقافة من داخل الوسط الثقافي، ولكنهم رشحوا لكم وزراء للثقافة من قبل أسماء تتعامل مع داعش !!!».
كما شارك عدد كبير من المثقفين الادباء والفناين منهم الشاعر الدكتور محمد حسين ال ياسين، والدكتور الناقد الأكاديمي علي حداد، والشاعر اوات حسن، الأستاذ ثامر الحاج أمين قرأ كلمة بالمناسبة باسم أدباء المحافظات، الشاعرة خديجة الحمامي.