احتفل العراقيون مثل بقية شعوب العالم بيوم الابتسامة العالمي قبل أيام، او كما يسمونه رسميا (يوم الابتسامة) في كل عام في أول جمعة من شهر تشرين الأول _أكتوبر.
الفكرة ابتدعها الفنان هارفي بال عام 1963 هو فنان تجاري ومخترع السمايلي (Smiley Face)، ومنذ عام 1999، جاءت في بالِ هارفي فكرة الاحتفال كل أول يوم جمعة من شهر أكتوبر بيوم الابتسامة، في عام 2001، توفي صاحب السمايلي (الوجه المبتسم) لكنه تم إنشاء «مؤسسة هارفي بال للابتسامة العالمية» وذلك تكريماً للمصمم. ومنذ ذلك العام، المؤسسة هي الجهة الكفيلة باليوم العالمي للابتسامة.
وكعادة العراقيين في مثل هذه المناسبات يتنافسون في مواقع التواصل الاجتماعي على مواكبة الحدث، كل على طريقته، إذا كان المتفاعل شاعر او رسام، او موظف عادي، المهم بالموضوع ان الكل يدعو الى الابتسامة.
ثقافة الابتسامة، هل حقا نحن نمارس هذه الثقافة؟ أم اننا ندعو لها فقط وفي يوم تم تخصيصه عالميا ونحن مع المركب نسير مادام بالموضوع خروج عن الرتابة اليومية؟، كيف ما تكون الأسباب المهم هنا اننا نحاول، ويكفينا شرف المحاول كما يقولون.
مؤسسة هارفي تخصص، في كل عام، مبالغ من ارباحها للأعمال الخيرية، حيث يتم التشجيع على الفرح والأعمال الجيدة في جميع أنحاء العالم، وأيضاً وليومٍ واحد على الأقل فليصاب الجميع بعدوى اللطف في هذا اليوم، جميل أن تكون لطيفا في هذا اليوم وتجتهد لتقدم خيرا للآخر، عسى ان يكون ديدننا في كل يوم.
بشكل عام نحن ننجذب للوجوه المبتسمة، هذه الوجوه توحي بالتصالح والتشارك ولو من بعيد، فنشعر بالراحة ب (اللاوعي)، وربما نفتح حوارات معهم ونحن لم نلتقيهم الا قبل دقائق!.
يقول الكاتب المسرحي البريطاني جوزيف أديسون: «الضحك يُميز الإنسان عن كل المخلوقات الأخرى».
وفي اليوم العالمي للابتسامة، الذي يصادف الجمعة الأولى من تشرين الاول كل عام، يدعو الكثيرون للابتسامة والبعد عن الكآبة وتجديد النفسية، حتى وإن كان هناك الكثير من الهموم التي يحملونها بداخلهم.
وفي هذا اليوم (المبتسم) وعلى الرغم مما تمر به منطقة الشرق الأوسط عموما والعراق خصوصا من حالة اقتصادية متردّية، ووضع سياسي قلق، الا ان هناك من يحمل بداخله نقاء الأطفال ويمارس طقوس الابتسامة مع الجميع، او على الأقل المقربين والاقربون أولى بالابتسامة.
الأديب الروسي أنطون تشيخوف، قال: «لكي تشعر بالسعادة في نفسك باستمرار، حتى في دقائق الفجيعة والحزن، يجب عليك أن تكون قادراً على التمتّع بالحاضر، والابتهاج بحقيقة أن الأمور كان يمكن أن تكون أسوأ من ذلك. هذا ليس صعباً».
كثير من الصور الفوتوغرافية العالمية التي نالت جوائز عديدة في المهرجانات، كانت تركز على وجوه خارجة من قلب الدمار وهي مبتسمة!
وهنا لابد من التأكيد على اننا نحتاج جدا الى وجوه باسمة لكي نكمل يومنا بسلام، ونحتاج ان نجعل من الابتسامة سلوكا معتادا لنا وليس ليوم واحد فقط، سيما وان الرسول الكريم يدعو الى الابتسامة ولقاء الاخر بابتسامة في أكثر من حديث نبوي شريف (أنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق )، وقال – صلى الله عليه وآله وسلم ( لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق ) .
حذام يوسف طاهر
ثقافة الابتسامة
التعليقات مغلقة