مخازن عتاد كبيرة خلف “دواليب للملابس”.. وأخرى بسراديب مظلمة
بغداد – إياس حسام الساموك:
أكد قاض بارز متخصص بالنظر في ملفات الإرهاب أن المشرّع العراقي حدد 3 مسالك قانونية للتعامل مع حيازة الأسلحة حسب نوعها، لافتا إلى أن محكمة التمييز حسمت الخلاف حول “القناص و(BKC) و( (RBK”، مشدّدا على أن المجاميع الإرهابية تصنع متفجراتها داخلياً وأن تكلفة العبوة اللاصقة لا تتجاوز الـ 20 الف دينار، موضحاً في الوقت ذاته أن هذه المجاميع تنقل العتاد بشكل احترافي من خلال متخصصين إلى مخازن بعضها تم تهيئته بطريقة غريبة.
ويقول القاضي ماجد الاعرجي رئيس محكمة التحقيق المركزية في تصريحات إلى “الصباح الجديد” إن “المشرع عالج في العام 1992 حيازة السلاح لاسيما المسدس والبندقية وأجزائهما ضمن القانون رقم (13)”.
وتابع الاعرجي أنه “بعد 2003 صدر الأمر الثالث لسلطة الائتلاف المؤقتة ونظم حيازة أنواع أخرى من الأسلحة وصنفها على فقرتين”، موضحاً أن “الأولى تتطرق إلى الأسلحة الحربية المحظورة كمقاومة الطائرات والمدافع والعقوبة فيها تتراوح بين 6 أشهر إلى 30 سنة”.
واستطرد “أما الفقرة الثانية فهي تتناول الأسلحة ذات التصنيف الخاص كالرمانات اليدوية والعبوات الناسفة وقذائف الهاون والصواريخ والعقوبة هنا بين السجن 30 سنة إلى مدى الحياة”، لافتاً إلى أن “الأسلحة لم ترد في الأمر الثالث على سبيل الحصر”.
ويجد الأعرجي أن “علة التفريق بين الفقرتين تكمن بأن الأسلحة الحربية نادرة وأغلبها من مخلفات الجيش السابق، أما ذات التصنيف الخاص فقد بدأ تصنيعها بكثرة بعد 2003 وأراد المشرع الحد منها بتشدّيد العقوبة”.
ويلقى الاعرجي الكرة في ملعب القائم على التحقيق “في إثبات أن المتهم بحيازة السلاح أي كان نوعه ينتمي إلى المجاميع المسلحة من عدمه ولدينا طاقم تحقيقي جيد قادر على إتمام مهامه”.
وأشار الاعرجي إلى أن “محكمة التمييز الاتحادية حسمت الخلاف على بعض أنواع الأسلحة التي كانت محل جدل قانوني في إسنادها على التشريع المناسب بها”، مستطرداً أنها “اعتبرت القناص و(RBK) أسلحة اعتيادية كالبنادق استنادا إلى حجم (فوهة السلاح) الوارد في قانون الأسلحة رقم (13) والذي حدد أن يكون الحجم (7،62) ملم، أما (BKC) فالمحكمة ذهبت إلى أنه سلاح ذو تصنيف خاص”.
ونبه إلى أن “مخلفات الجيش السابق ومعداته طورتها الجماعات الإرهابية من خلال الاستعانة بخبرات فنية لتصبح جاهزة للاستخدام في أعمال العنف”، متابعاً أن “مكونات الألغام الناسفة الحصول عليها سهل ومتاح، إذ لا تتجاوز تكلفة العبوة اللاصقة 20 ألف دينار وهي عبارة عن خلطة مبيدات زراعية وصاعق وهذه المواد متواجدة في الأسواق المحلية”.
وعن كيفية إعداد المجاميع الإرهابية لمخابئ العتاد رد الاعرجي أن “نقل الأسلحة والذخائر إليها يكون بطريقة ذكية على شكل دفعات بتجزئتها من خلال الاستعانة بمتخصصين”، موضحاً أن “وصولها إلى المخبأ يكون بطريقة لا تجلب الريبة للسكان الموجودين في المنطقة والذين يفاجؤون بها عندما يتم ضبطها”.
ويورد الاعرجي بعض المخابئ التي تم ضبطها بأن “إحداها كُشفت من خلال أبواب سرية يغطونها بخزانة الملابس ويتم الدخول إليها من خلال فتح أحد أبواب الخزانة وإزالة الغطاء الخلفي حيث يوصل هذا الباب إلى ممر سري مظلم ينتهي بغرفة تحتوي على الأسلحة، وفي حادثة أخرى وجدنا سردابا كبيراً مخبأ بابه تحت الطباخ الغازي”.