هي رسالة من مواطن تابع عن كثب اداء البرلمان السابق وتوصل الى نتيجة ان البلاد كانت تعمل بلا برلمان بعد ان استسلم للحكومة ولم يعد قادرا لا على المراقبة ولا على التشريع المفيد، ربما باستثناء قانون التقاعد الذي ضمن امتيازات النواب، رغم احتجاجات الجماهير، واتفاقية الزيتون رغم ان اسواقنا مكتظة بانواع الزيتون السوري واللبناني !!
من هذا المنطلق أود ان اوجه رسالتي للسيد الجبوري بعد تهنئته بفوزه التوافقي بمنصب السلطة النشريعية في البلاد ..ولا اجد نفسي ناصحا فالرجل عاش المعاناة نفسها وان كان من ضمن دستها ..
اولا: اتمنى على السيد الجبوري ان ينزع عنه منذ اللحظة الاولى عباءة الانتماء الى “ديالى هويتنا” ويتركها حتى الانتخابات القادمة ، وان يمارس دوره كرئيس مجلس نواب للعراقيين ، ونذكره ان السيد النجيفي فعلها مرّة واحدة عندما رفض الانسحاب من اوليات جلسات ترؤسه للبرلمان عندما رفض الانسحاب من الاجتماع مع نواب العراقية وحظي وقتها باعجاب الجميع عندما قال ” انا رئيس لبرلمان العراق وليس نائبا في العراقية ” لكنه لم يستطع تحمل وزر هذا الموقف وضغوطاته فانساق الى الانتماء الاصغر ..
ثانيا: ان لايتحول الى “شرطي مرور” لتمرير القوانين التي تحاول فرضها “الصفقات ” السياسية خارج البرلمان ، وان يجعل من جدول اعمال اجتماعات المجلس، جدولا غنيا بقوانين تؤثر ايجابا في حياة المواطن وتعيد ولو “بعض” الثقة بالمؤسسة التشريعية في البلاد والتي “غسل” المواطن يده منها بعد ان شاهد عروضها الكوميدية السوداء من شاشات الفضائيات على مدى دورتين متكاملتين بالفشل، والفشل الذريع ايضا ، وهذا الامر يتطلب اقصى درجات التفاهم مع نائبيه، ليكون مجلس رئاسة متماسك قادر على التصدي لكل الضغوطات التي سيواجهها حتما ..
ثالثا: ان يكون قادرا على تأسيس برلمان مراقبة حقيقية لاداء الحكومة ، من رئيسها الى اصغر موظف فيها، وان يكون حازما في استضافة او استجواب اي مسؤول بما في ذلك رئيس الوزراء القادم كائنا من يكون ، وعدم الخضوع الى ضغوطات السياسة والكتل كبيرها وصغيرها ..
رابعا: ان يعمل على عدم التفريط بالزمن من خلال التأجيلات والعطل ، وان يحوّل مجلس النواب الى خلية عمل حقيقية تعوضنا عن كل الزمن الفائت الضائع ، بعدم اكتمال النصاب والعطل “المدرسية” الطويلة فيما الناس تحترق في الشوارع..
خامسا: خلق علاقة تكاملية مع الحكومة كي يعمل المجلس بانسيابية، فلا تأتي القوانين من الحكومة لتنام في ادراج النواب واللجان والرئاسة معا الى يوم الدين..
سادسا: بث الحياة في القوانين النائمة وعلى رأسها الموازنة بعد اجراء التعديلات عليها وبزمن قياسي ، فكل شيء تعطل في البلاد بسببها..
لااعتقد ان مثل هذه الافكار غائبة عن ذهن السيد الجبوري، وهي ايضا لم تكن غائبة عن السيد النجيفي ، لانها افكارا واضحة ولاتحتاج الى عقول عبقرية لاكتشافها او البحث عنها وسط اكوام القش، والعبرة في تحويل هذه الافكار الواضحة الى واقع يتلمسه المواطن بانعكاسها على تفاصيل حياته اليومية ، ليقتنع لمرّة واحدة ان البرلمان يمثله وانه لم بذهب عبثا الى صناديق الاقتراع ..
والايام حبلى والانتظار مرير !!
عامر القيسي