أكدت سيطرتها على كافة السدود في البلاد
بغداد – سها الشيخلي:
كشفت غرفة العمليات التي أنشأتها وزارة الموارد المائية لمتابعة المخاطر المحدقة بسلامة السدود في البلاد، قيامها بأعمال صيانة سد الموصل تحت حماية قوات البيشمركة، وفي الوقت الذي تحدثت فيه عن اشتباكات قرب سد الصدور، أكدت استمرار سيطرة الوزارة على كافة السدود.
وذكر رئيس غرفة العمليات في وزارة الموارد المائية، المستشار عون ذياب، لـ “الصباح الجديد”، أمس الجمعة، ان “امكانيات وتصاميم تلك السدود ممتازة، ومأخوذ بالحسبان كافة التهديدات التي يمكن أن تتعرض لها أو تهدد سلامتها”، مؤكداً ان “أخذ بالاعتبار إمكانية وقوع الهزات الارضية، التي تمثل الخطر الأكبر على السدود، وبالتالي فان الحديث عن تخريب هذه السدود من قبل الجماعات الارهابية لا يمكن أن يحدث بالسهولة التي يتم الحديث عنها، الا انه في حال وقوعه سيسبب مخاطر كبيرة جداً، ولذا فان الموضوع على درجة عالية من الحساسية”.
وأوضح المستشار في وزراة الموارد المائية “وإذا أردنا الحديث بشكل تفصيلي عن السدود، فمثلاً الأضرار التي حصلت في سد الفلوجة هي على مستوى موضعي، وليس بالشكل الذي يهدد العاصمة بغداد بالغرق”، مضيفاً بالقول “اما عن سد الموصل فمن ناحية السلامة هو سليم وغير قابل للانهيار، ودوائرنا المتخصصة تقوم بأعمال صيانة السد تحت حماية قوات البيشمركة، وليس هناك خطورة تذكر”.
وعن سد حديثة تحدث ذياب قائلاً إن “السد مسيطر عليه، ويدار من قبل كوادر ملاكات الوزارة”، مبيناً “اما بالنسبة لسد الصدور فهو الاخر يدار من قبل وزارتنا، رغم وجود مواجهات مسلحة في المنطقة المحيطة بالسد، الا أنه والحمد لله لا تزال جميع السدود تحت سيطرة الدولة”.
وأشار المستشار إلى ان “سد الكوت الواقع جنوب العاصمة بغداد، هو سد للاغراض التنظيمة ، وليس سدا تخزيني، وبالتالي فان الحديث عن امكانية ان يقوم هذا السد باحتواء المياه المتدفقة من السدود آنفة الذكر حال تخريبها لا سامح الله غير واقعي”، منوهاً الى أن “مهمة السد هي تحويل المياه الى نهري الغراف والدجيل، والطاقة التحويلية لهذين النهرين هي فقط من 200-250 متر في الثانية ولولا هذا السد لما استطعنا توجه المياه الى نهري الغراف والدجيل”.
من جهتها، ذكرت الخبيرة في شؤون السدود والمياه ان “العصابات الارهابية لن تقدم على تفجير السدود، ذلك انهم بحاجة الى موضع قدم لهم في تلك المناطق”، مشيرة الى ان “التهديد هو مجرد ورقة ضغط، واذا ما حدث التهديد، فان سد حديثة يمر بمدن عديدة منها عنه وراوة وجبال حمرين وبذا تفقد المياه موجاته في الجريان وان حجم الخزين هو 9و8 مليار متر مكعب ولم يصل السد بعد الى هذا الحد وكذلك سد الموصل فهو عند وصوله الى بغداد – لا سامح الله- يكون ارتفاعه متر نصف”.
وتشير التقارير الاخبارية الى وجود تهديد للعصابات الارهابية على السدود في البلاد وسط مخاطر من تدفق موجات هائلة من المياه منها إذا ما تعرضت للتفجير على أيدي الإرهابيين، وذلك بحسب تقرير لمجلة “فورن بوليسي”.
وجددت عصابات داعش الارهابية مؤخرا هجماتها في محافظة الأنبار، متجهة صوب أبرز السدود الكهرومائية في قضاء حديثة. وكانت سلامة السدود تقلق المسؤولين الأميركيين منذ سنوات حيث كانت حماية ثاني أكبر السدود في البلاد لها الأولوية خلال اجتياح 2003.وفي نفس الوقت، فإن أكبر سدود البلاد – سد الموصل – يقع قريبا من مرتع نشاطات الدولة الإسلامية ويشكل خطرا كبيرا حتى لو لم يفتح الإرهابيون بوابات السد أو يفجرونه.ويقول العلماء إن ذلك السد إذا ما انهار فإن مدينة الموصل ستغرق خلال ساعات وسيتدفق جدار من المياه بارتفاع 15 قدماً باتجاه بغداد.
وحسب معهد دراسات الحرب، فإن المتمردين استأنفوا التحرك صوب سد حديثة مرة أخرى الأربعاء الماضي.وتمثل المنشآت الكهرومائية العراقية نقطة ضعف في الحرب على داعش. ويمثل سد حديثة المعرّض للخطر تهديدا لغرب وجنوب العراق، إذ إنه يوفر الطاقة للعاصمة ويسيطر على إمدادات مياه الري إلى المصب. وباستخدام سد حديثة، يمكن لداعش إغراق المزارع وتعطيل إسالة مياه الشرب كما فعلت مع سدة صغيرة قرب مدينة الفلوجة.
وفي بداية العام الحالي توصل الباحثون إلى أن الإجراء الوحيد الذي يمكن اتخاذه لتقليص حجم المخاطر على السكان، هو بناء سد آخر على مجرى النهر. وبدأ البناء على سد بادوش في سنوات التسعينات الا انه لم يكتمل أبدا.