بوتين: مراقبة واشنطن للعالم “خبث واضح”
متابعة الصباح الجديد:
قال متحدث باسم الحكومة الألمانية أمس الجمعة إن المستشارة الألمانية انجيلا ميركل لم تجر اتصالا هاتفيا مع الرئيس الأميركي باراك اوباما منذ أن طلبت برلين من أكبر مسؤولي المخابرات المركزية الأميركية في برلين مغادرة البلاد الا ان الاتصالات وثيقة بينهما.
وقال شتيفن زايبرت المتحدث باسم ميركل في مؤتمر صحفي “لم تجر أي محادثات تليفونية بين المستشارة وواشنطن ولا توجد اتصالات مقررة. لكنكم تعرفون أن الاتصالات طيبة بين كل من المستشارة والرئيس الأميركي”.
وأضاف أن الحكومة تتوقع أن يغادر مسؤول المخابرات الأميركي المانيا “في أٌقرب وقت.”
من جانبه قال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير أمس الجمعة إن قرار ألمانيا مطالبة أكبر مسؤولي المخابرات المركزية الأميركية في برلين بالرحيل كان ردا حتميا وملائما عقب المزاعم الجديدة بتجسس الولايات المتحدة على برلين.
وأضاف للصحفيين “قرارنا مطالبة الممثل الحالي لأجهزة المخابرات الأميركية بمغادرة ألمانيا هو القرار الصائب وخطوة ضرورية ورد فعل ملائم للكسر الذي أصاب الثقة.
“لم يكن هناك مفر من التصرف في رأيي. نريد ونتوقع علاقة تقوم على الثقة”.
وقال إن وجود شراكة قوية بين جانبي الأطلسي مهم على نحو خاص في الوقت الحالي نظرا للأزمات الدولية.
وذكر شتاينماير أنه سيخبر كيري في فيينا مطلع الأسبوع بأن ألمانيا حريصة على احياء الشراكة على أساس من الثقة المتبادلة.
كانت هذه الفضيحة قد أدت الى فتور علاقات برلين مع واشنطن إلى مستويات لم تحدث منذ معارضة سلف المستشارة الألمانية انجيلا ميركل للغزو الأميركي للعراق عام 2003 كما تجيء في اعقاب مزاعم بأن ميركل ذاتها كانت ضمن آلاف من الألمان تجسس عملاء أميركيون على هواتفهم المحمولة.
جاء قرار مطالبة أكبر مسؤولي المخابرات المركزية الأميركية في برلين بالرحيل في أعقاب تقارير مثيرة عن أنشطة تجسس أميركية في ألمانيا.
فقد أعلنت برلين يوم الاربعاء الماضي انها اكتشفت جاسوسا أميركيا مشتبها به بوزارة الدفاع. وجاء ذلك أيضا بعد بضعة أيام من اعتقال أحد رجال المخابرات الألمان للاشتباه بانه يعمل مرشدا لحساب وكالة المخابرات المركزية الأميركية واعترافه بتسليم مستندات لوسيط أميركي.
وكانت الضجة الناجمة عن هذه الفضيحة قد أضافت ضغوطا على ميركل كي تتخذ إجراء ضد الولايات المتحدة.
وقالت صحيفة بيلد الألمانية إن ميركل أمرت أجهزة المخابرات في بلادها بالحد من التعاون مع الجهات الأميركية المناظرة إلى أدنى حد فيما وصفت صحيفة زودويتشه تسايتونج طرد المسؤول الأميركي بأنه “عمل احتجاجي لم يسبق له مثيل في وجه الصلف الأميركي”.
وكان الرئيس الروسي بوتين أعلن مساء الخميس استعداده لتطوير “نظام يضمن أمن المعلومات” معتبرًا أن عمليات المراقبة الإلكترونية التي تقوم بها الولايات المتحدة في العالم بأسره تنم عن “خبث واضح”، في مقابلة أجرتها معه الصحافة الروسية.
وقال بوتين ردًا على سؤال لوكالة إيتار- تاس حول عمليات التنصت الأميركية على الاتصالات الهاتفية “في ما يتعلق بالتجسس الإلكتروني، فهذا ليس خبثًا واضحًا بين حلفاء وشركاء فحسب، بل كذلك هجوم مباشر على السيادة وانتهاك لحقوق الإنسان للحياة الخاصة”.
وأضاف عشية بدء جولة دبلوماسية في أمريكا اللاتينية حيث سيشارك كذلك في قمة مجموعة بريكس (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا): “إنني مستعد لتطوير نظام يضمن أمن المعلومات الدولية بشكل مشترك”.