حذام يوسف
نتداول في حواراتنا وكتاباتنا مصطلح الفهرس، وغالبا ما تكون خاتمة أي مطبوع أدبي سياسي اجتماعي، لترتيب فصول الكتاب وعناوينه، ذلك لتسهيل مهمة القارئ بالوصول الى ما يرغب الاطلاع عليه بيسر وسهولة. والفهرس اذا اردنا تعريفه فهو الكتاب الذي تجمع فيه الكتب، كما جاء في معجم لسان العرب، والفرق بين مفهوم القائمة التي يحتويها الكتاب والفهرس كبير، وتعد الفهرسة مركز التنظيم للمكتبات الضخمة، دونها تكون متاهة للباحث، ومن المستحيل الوصول الى مبتغاه دون اللجوء الى فن الفهرس اذا جاز لنا الشرح، ورغم أهميتها في حياتنا الثقافية والبحثية والأدبية، الا ان قلة قليلة جدا من دخل هذا العالم، واستطاع ان يترك بصمته فيه، الدكتور صباح نوري المرزوك يعتبر من اعلام البحث في العراق والعالم العربي، وقد كتب العشرات من الكتب والبحوث، من أهمها موسوعته الكبيرة التي صدرت بثمانية أجزاء عن بيت الحكمة في بغداد عام 2002، حملت عنوان (( معجم المؤلفين والكتاب العراقيين 1970- 2000)، والدكتور صباح نوري المرزوك، ولد في محافظة بابل , مدينة الحلة , محلة جبران عام 1951 م , واكمل فيها دراسة الابتدائية في مدرسة الفيحاء للبنين 1957- 1963 , ومن ثم درس المتوسطة في متوسطة بابل للبنين 1963- 1966 , اما الثانوية فكانت في الاعدادية المركزية 1966- 1968 , وأتم دراسته الجامعية الاولية في جامعة بغداد , كلية الآداب , قسم اللغة العربية , وقد عمل في التعليم الثانوي مدرساً للغة العربية ثم معاونا لمتوسطة الفدائي الفلسطيني للبنين , بعدها في إعدادية كركوك للبنين لثانوية السريان للبنين ونسب بعدها رئيساً لوحدة الاعداد والتدريب , في المديرية العامة للتربية ’ حصل بعدها على زمالة دراسية الى الجمهورية التركية 1983 – 1989 ونال دبلوم اللغة التركية من معهد تعليم اللغة التركية للأجانب في إسطنبول , نال شهادة الماجستير في الدراسات الشرقية ( اللغة العربية وآدابها ) من جامعة انقرة في تركيا عام 1985 م وكان عنوان الرسالة ( جميل بن معمر) بعدها نال شهادة الدكتوراه في الدراسات الشرقية ( اللغة العربية وآدابها ) من جامعة أنقرة ايضا عام 1989 وكان عنوان الرسالة ( دراسة مقارنة بين شعر العصر الاموي والعصر العباسي الاول )، وبعد عودته الى القطر عين رئيسا لقسم اللغة العربية والاجتماعيات في معهد اعداد المعلمين في مدينة كركوك 1989- 1993 , ثم نُقل الى محافظة بابل رئيسا لقسم اللغة العربية في كلية التربية جامعة بابل 1993- 1998 , وهو من الذين أسهموا بفتح الدراسات العليا في القسم المذكور على مستوى الماجستير أعير للعمل في الجماهيرية العربية الليبية تدريسياً في المعهد العالي التربوي في ( بني وليد ) للعام الدراسي 1999 – 2000 , عاد الى عمله في كلية المعلمين التي سميت كلية التربية الاساسية , اذ قام بتدريس اختصاص لمرحلتي البكالوريوس والماجستير اضافة الى وظيفته كلف بادراه مركز دراسات وثائق الحلة والتابع الى جامعة بابل للفترة 200- 2003 , بعدها وما زال يسهم مع اخوة له في قسم اللغة العربية / كلية التربية و حصل على لقب استاذ في شهر مايس /2009 , كما حصل على تفرغ علمي للعام الدراسي 2009- 2010 في جامعة انقرة , كلية الآداب , قسم الدراسات الشرقية , وعاد مرة اخرى الى وطنه وطلبته كي يعمل في خدمة هذا البلد والعلم، شارك في العديد من المؤتمرات والندوات، منها ندوة ( نقد الشعر ) التي أقامتها جامعة الموصل1990، والمؤتمر العلمي الرابع للمجلس الاعلى للجمعيات العلمية العراقية في بابل عام 1993، وفي العام ذاته شارك في ندوة طه باقر وأثره في الادب العراقي القديم / بابل، وندوة ( الحلة في التراث ) جامعة بغداد , مركز التراث العلمي العربي عام 1995، مؤتمر المثقفين العراقيين / بغداد / وزارة الثقافة 2005، إضافة الى جميع مؤتمرات جامعة بابل من الأول ـــ المؤتمر الثامن، وشارك الدكتور في جميع المهرجانات الأدبية والثقافية التي أقيمت في جميع محافظات العراق.
ومن مؤلفاته (أعلام حليون، الدكتور جواد أحمد علوش : حياته وأدبه، رؤوف الجبوري الصحافي الاديب، موسوعة اعلام العرب في القرنين التاسع عشر والعشرين، موسوعة صدرت عن بيت الحكمة / بغداد عام 2002 وكان نصيب باحثنا الدكتور المرزوك منها تحرير 28 مادة من الموسوعة، رؤيا العالم ( قــراءات في قصــيدة غزل حلــي ) للشاعــر مـوفق محمد، من منشورات المؤتمر الوطني العراقي /2007، هذا الكتاب من اعداد وتقديم باحثنا المرزوك وذلك لأهمية القصيدة وشاعرها، وفيه مجموعة مقالات نقدية للقصيدة.
قال عنه الأستاذ الدكتور باقر محمد جعفر الكرباسي :» الأستاذ الدكتور صباح نوري المرزوق ابن النديم في الحلة الفيحاء، فانه وراقها ومسجل تاريخها ومطبوعاتها الصادرة والمخطوطة وحافظ شعرائها وأدبائها ومؤلفيها شعراً ونثراً إضافة الى انه حفظ لها فولكلورها ونشاطها المسرحي.
ولم يمهله القدر ليكمل مسيرته الكبيرة والمائزة في توثيق وارشفة تاريخ العراق وادبه، إذ رحل الدكتور المرزوك في السابع عشر من كانون الأول عام 2014، بعد يومين من تعرضه لحادث مروري على طريق بغداد ـ الحلة، ودخوله مستشفى الحلة التعليمي للعلاج، لكنَّ تعرض خلايا دماغه إلى التلف حسب التقارير الصحية التي تحدثت عن حالته كانت سببا لرحيله المفاجئ.