أمستردام – رويترز:
أعلن عدد من مجموعات المعارضة السورية المقاتلة عن أنها ستلقي سلاحها وتسحب قواتها من مناطق متنازع عليها مع تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش” ما لم تقم المعارضة السورية بتزويدها بالسلاح خلال أسبوع.
هددت 11 مجموعة مقاتلة في شمال سوريا وشرقها الأربعاء (الثاني من يوليو/ تموز 2014) بإلقاء السلاح وسحب مقاتليها ما لم تقم المعارضة السورية بتزويدها بالأسلحة خلال أسبوع لمواجهة هجوم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش” الجهادي، بحسب ما جاء في بيان حصلت عليه وكالة فرانس برس.
وتقاتل هذه المجموعات في ريف حلب الشمالي والرقة ودير الزور وهي مناطق تشهد منذ يناير/ كانون الثاني معارك بين تشكيلات معارضة للنظام و”داعش”، الذي كان قبل ذلك يقاتل إلى جانب هذه الكتائب ضد النظام.
وصعد التنظيم بزعامة أبو بكر البغدادي، الذي نصّب نفسه “خليفة” للمؤمنين، في الأسابيع الاخيرة هجماته في سوريا تزامناً مع الهجوم الذي يشنه في العراق، حيث سيطر على مناطق في شماله وغربه، قبل أن يعلن الأحد إقامة “الخلافة الاسلامية”.
يشار إلى أن المعارك بين “داعش” ومقاتلي المعارضة السورية قد أدت إلى مقتل أكثر من ستة آلاف شخص، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ويشكو مقاتلو المعارضة من نقص السلاح والدعم من الدول المؤيدة لهم، في الوقت الذي أعربت فيه الدول الغربية مراراً عن خشيتها من وقوع أي أسلحة نوعية تقدمها للمقاتلين السوريين في أيدي الجماعات المتطرفة.
اقتراب انتهاء نقل الترسانة الكيماوية السورية
على صعيد آخر، شارفت عملية نقل حوالى 80 حاوية تتضمن أسلحة ومركبات كيماوية سورية إلى السفينة الأمريكية المكلفة بتدميرها على نهايتها مساء الأربعاء في ميناء جويا تاورو جنوب إيطاليا.
وقال وزير البيئة الإيطالي، جان لوكا غاليتي، الذي حضر للإشراف على العملية كممثل للحكومة: “اعتمدنا في العملية على نهجين أساسيين: الشفافية والإعلام.
حتى وإن كان هناك هامش للتحسن، هذه العملية ستساعدنا على تطبيق أساليب جيدة مستقبلاً”. ويفترض نقل 78 حاوية من السفينة الدنماركية “أرك فوتورا” إلى السفينة الأمريكية “كيب راي” بهدف تدميرها في المياه الدولية.
ووفقاً لفرق الإطفاء على الأرض، يتوقع أن تستمر عملية نقل كل الحاويات نحو 20 ساعة. وتحتوي أول ثلاث حاويات تم نقلها على غاز الخردل، فيما تحتوي الحاويات الـ75 الباقية على غاز السارين.
وراقبت مروحية عسكرية المجال الجوي، في حين حظرت هيئة الطيران المدني التحليق بين الأول والثالث من يوليو/ تموز في قطر 1.1 كيلومتر حول جويا تاورو.
كما تم تشديد الإجراءات الأمنية في محيط المرفأ الإيطالي وأغلقت قوات الأمن كل الطرق المؤدية إلى المرفأ أمام حركة السير وأعلنت منع كل شخص غير مرخص له من دخول المرفأ.
وعبر سكان محليون عن مخاوفهم من احتمال أن تترك العملية عواقب صحية، فيما أطلق متظاهرون على السفينة اسم “سفينة السم”.
وتعتبر هذه الخطوة المهمة في عملية تدمير الترسانة الكيماوية السورية مصدر فخر لإيطاليا، إذ أكدت وزيرة خارجيتها فيديريكا موغيريني أنه “مع نقل المعدات الكيماوية من سفينة أرك فوتورا إلى كيب راي في جويا تاورو، قدمت إيطاليا مساهمة حاسمة في عملية تدمير الأسلحة الكيماوية السورية”.
وبحسب منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، فإن عملية تدمير الترسانة السورية تحتاج إلى 60 يوماً.
وكانت سوريا قد انضمت إلى الاتفاقية حول حظر الأسلحة الكيماوية في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، في إطار اتفاق روسي أمريكي أتاح تجنب ضربة عسكرية أمريكية، بعدما اتهمت دمشق باستخدام غاز السارين في هجوم أوقع حوالي 1400 قتيل.