عامر القيسي*
سافترض ان الذين اسقطوا الموصل الحدباء ليسوا اربعمائة مسلح وانما الف ارهابي مدجج بالسلاح حسب صحيفة نيو يورك تايمز الاميركية ، التي نشرت تقريرا قبل اسبوع من العار الذي لحق بنا بسقوط الموصل ونينوى كاملة ، جاء فيه ان الف مسلح داعشي يتهيئون لاجتياح نينوى ..
وكعادة مسؤولينا، الذين لابفهمون ان تقارير مثل هذه انما تصدر عن تسريبات مخابراتية للصحافة، لم يتعاملوا مع المعلومة المجانية من منطلق اسوأ الاحتمالات، هذا اذا كانوا قد قرأوا أو كانوا يعرفون صحيفة بمثل هذا الاسم !!
كيف استطاع هذا الآلف المدجج ان يهزم فرقتين عسكريتين واخرى للشرطة الاتحادية بقيادتين عسكريتين (عمليتا نينوى والبادية) وتحت امرتهما نحو 45 ألف عسكري ؟
هذا هو السؤال الذي ينبغي ان يجيب عليه القائد العام للقوات المسلحة مهنيا قبل اي تداخلات سياسية ، واي اعتبارات لتشكيل الحكومة ، فما حاجتنا لحكومات تلطخنا بالعار امام العالم ، تلطخ حتى سمعة الحكومة التي لاتنفك تتحدث عن صفقات للتسلح مع اوكرانيا وروسيا واميركا فاحت منها رائحة الفساد قبل ان تصلنا طلقة واحدة منها ..
ولكن هل المسألة مسألة سلاح ؟
هذا هو السؤال الثاني الذي ينبغي ان يجيب عليه القائد العام للقوات المسلحة ؟
لقد عشت تجربة حصار بيروت صيف 1982 ولم يستطع خامس اقوى جيش في العالم واقوى جيش في المنطقة تكنولوجيا، من دخول بيروت التي كان يدافع عنها بضعة من الصبية اللبنانيين والفلسطينيين والعراقيين والعرب المغضوب عليهم في عواصم الدكتاتوريات العربية ، كان سلاحهم الكلاشنكوف وقاذفات الـ(آر بي جي) في حصار دام ثلاثة أشهر ولم يدخل بيروت اي جندي اسرائيلي الابعد خروج المقاومة الفلسطينية بصفقة سياسية، وعندما سئل اسحق شارون وزير الدفاع الاسرائيلي الملقب لـ ( البلدوزر)، عن سبب توقف كل قواته عند تخوم بيروت ثلاثة اشهر ولم يستطع اقتحامها قال ” ماذا افعل امام اناس يحبون الموت؟”
ماذا نسمي الحالة التي شاهدنا عليها قواتنا الامنية؟
هل يقع هذا العار تحت عباءة خبايا السياسة واسرارها ؟ ام انه فعلا هزيمة لقوات غير قادرة على حماية انفسها قبل ان تكون قادرة على حماية المواطنين؟
سنكون اكثر وضوحا ونقول ان المسؤولية الحقيقية لاتقع على عاتق الجيش ولا الشرطة والتي يعرف الجميع ظروف تشكيلها وتمثيلها وواقع حالها..
المسؤولية كاملة على الطبقة السياسية في هذي البلاد الحاكمة والمتنفذة.. والذين مرغوا كرامة المؤسسة العسكرية العراقية بالوحول كما فعلها المقبور صدام لمرتين عام 1991 في الكويت وفي حرب سقوطه عام 2003 ..وتهان المؤسسة العسكرية اليوم مرّة اخرى ليس في هزيمة نينوى وانما منذ البدء بزجها في مواجهة الجمهور في اكثر من واقعة في بغداد وبقية المحافظات .. والنتيجة العار هو ما رأيناه في نينوى ، عندما ترك الجنود والمراتب تحت رحمة الارهاب والارهابيين فيما اختارت القيادات السياسية والعسكرية في المحافظة طريق الأمان والهرب في منظر لا يشرف عراقيا سيبقى عالقا في أذهاننا واذهان اجيالنا القادمة..
هزيمة أو انسحاب أو صفقة بذيئة دبرت بليل، فالنتيجة واحدة ..
هو ان ماحصل وصمة عار حقيقية في جباهنا جميعا !!