بيكروفت التصعيد «لا يصب في مصلحة الاقليم بأي حال»
واشنطن ـ وكالات:
كشف مصدر وثيق الاطلاع، ان السفير الأميركي ابلغ الأطرف الشيعية انزعاج بلاده من قرار إقليم كردستان بتصدير النفط وبيعه في الأسواق العالمية بعيدا عن الحكومة الاتحادية، معتبرا ذلك بانه إجهاض للجهود الأميركية لتقريب وجهات النظر بين بغداد وأربيل.
واعلن إقليم كردستان، في 24 من أيار الماضي، عن تصدير أول شحنة من النفط الخام عبر ميناء جيهان التركي، واكد أن عائدات ذلك النفط ستضاف إلى حساب الإقليم، وأشارت إلى أنها ستضع 5% منها لتعويض الديوان الدولية المفروضة على العراق.
وقال المصدر، ان «السفير الأميركي ستيفن بيكروفت ابلغ عددا من الزعامات الشيعية انزعاج واشنطن من القرار الكردي بتصدير نفط الإقليم عبر تركيا»، معتبرا ان هذه الخطوة «أجهضت الجهود التي بذلتها الولايات المتحدة لتقريب وجهات النظر بين بغداد وأربيل».
وأضاف المصدر، الذي حضر احد الاجتماعات مع السفير الأميركي، ان «بيكروفت عبر عن قلق بلاده من مسار التصعيد الذي يتبعه قادة إقليم كردستان مع الحكومة الاتحادية بدعم مباشر من أنقرة»، مشددا على ان «التصعيد لا يصب في صالح استقرار الإقليم باي حال من الأحوال».
ونقل المصدر عن السفير قوله لاحد الزعماء الشيعة ان «أنقرة تدعم وتشجع توتر العلاقة بين أربيل وبغداد وهي بذلك تدفع إقليم كردستان بعيدا عن الحكومة المركزية لاستخدامها ورقة ضغط ضد العراق»، لافتا إلى ان «تركيا ليست مع إقامة دولة كردية بقدر استخدامها ضد الحكومة العراقية»، مرجحاً ان «تتخلى أنقرة عن كردستان في أي تسوية قد يتم إبرامها مع العراق لاحقا».
يأتي هذا في وقت نقلت وكالة رويترز عن مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية قوله «لا نؤيد تصدير أو بيع النفط بدون الموافقة اللازمة من الحكومة العراقية الاتحادية».
وذكرت وزارة الخارجية الأمريكية أنها لا تغض الطرف عن مبيعات النفط بمعزل عن بغداد وتابعت أن الحكومة المركزية قد تقيم دعاوى قانونية بحق المشترين.
وردا على الموقف الكردي، لوحت وزارة النفط باتخاذ «ستتخذ سلسلة إجراءات مضادة أولها إقامة دعوى قضائية في غرفة التجارة الدولية بباريس ضد أربيل وأنقرة».
وأكدت وكالة رويترز، أن ناقلة محملة بالنفط الخام محل نزاع بين كردستان العراق وبغداد غيرت مسارها بعد أن كانت في طريقها إلى الولايات المتحدة ما يشير إلى أن الشركة التي شحنت الخام ربما لم تجد مشتريا.
وأضافت الوكالة ان الناقلة «يونايتد ليدرشيب» رمزا لصراع أوسع نطاقا بين بغداد وكردستان على مبيعات النفط من المنطقة شبه المستقلة في شمال البلاد إذ تحمل أول شحنة خام تضخ عبر خط الأنابيب الذي جرى مده حديثا إلى تركيا.
ونقلت رويترز عن مصدر في «الصناعة على دراية بالأمر» تأكيده إن العراق طلب أيضا من زبائنه التأكيد على أنهم لن يشتروا أبدا نفطا مصدرا من كردستان وهو ما فعلوه.
وقالت مصادر مطلعة، بحسب رويترز، إن شركة تسويق النفط العراقية أبلغت شركة تفتيش تدعى سايبولت ومقرها هولندا بوقف فحص الخام الكردي في مسعى لمنع عمليات تحميل ناقلات بالنفط.
وتأتي هذه التطورات بعد أيام من توقع مصرف «بنك أوف أميركا – ميريل لينش» الاستثماري الأميركي، أن تثني الملاحقات والقضايا القانونية، المتوقع أن ترفعها الحكومة العراقية على الشركات ووسطاء صفقات النفط، عن شراء شحنات النفط الكردستاني المصدرة عبر تركيا.
وقال البنك الأميركي، في تقريره الصادر الخميس الماضي، إن «تسوية النزاع القضائي بين العراق وتركيا حول صادرات النفط الكردستاني قد تأخذ وقتاً، وهو ما سيسمح لحكومة إقليم كردستان بالاستمرار في تصدير النفط على المدى القصير».
ورجح البنك الأميركي، الذي يصنف على انه واحد من اكبر البنوك العالمية، أن «يحجم العديد من التجار والشركات عن شراء النفط الكردستاني بسبب المخاوف من الملاحقات القضائية والعقوبات المتوقعة، من قبل الحكومة العراقية المركزية لكل من يتعامل في النفط الكردستاني».
وتوقع البنك كذلك أن تفرض الحكومة العراقية عقوبات على الشركات التركية، وأن تشمل هذه العقوبات حظر الشركات التركية من المنافسة على العقود التجارية في العراق، وإلغاء العقود الموقعة معها.
وقال مصرف» بنك أوف أميركا – ميريل لينش» إن الحكومة العراقية تستهدف تحديداً حظر شركة النفط التركية «تابو»، التي تملك عقود امتياز في جنوبي العراق.
يذكر أن شركة «تابو» كسبت عقد امتياز للتنقيب عن النفط العراقي في عام 2012 في «المساحة رقم» ضمن كونسورتيوم شركـات دولية.