الرباط ـ وكالات:
أسدل الستار مساء أول من أمس الأحد على فعاليات الدورة الـ16 للمهرجان الدولي للعود، باحتفاء خاص بالفنان نصير شمة وعرض قيم للمبدع المغربي الحاج يونس.
وأكد منظمو هذه الدورة أن تكريم الفنان العراقي، الذي منح بالمناسبة جائزة زرياب للمهارات لسنة 2014 التي يشرف عليها المجلس الوطني للموسيقا والمجلس الدولي للموسيقا، يأتي اعتبارا لمساره الفني اللامع وعمله الإبداعي المتميز، وكذا تقديرا لقيمة إبداعاته واعترافا بعطاءاته المتميزة، فضلا عن إسهامه في إغناء الخزانة الموسيقية العربية وإبراز مكنونات الموروث الحضاري الأصيل.
ومن أبرز إضافات الفنان العراقي، الذي أسس سنة 1999 بيت العود العربي في القاهرة، إنجازه لآلة العود المثمن وذلك اعتمادا على مخطوط للفارابي عمره ألف سنة، وإشرافه على تكوين العشرات من العازفين الشباب على آلة العود بمختلف الدول العربية، يشكلون اليوم خيرة العازفين المتألقين بمختلف المهرجانات العربية والعالمية.
وتميز الحفل الختامي بعرض خاص للثلاثي المغربي الحاج يونس بمعية أمير علي على آلة الكمان ورشيد زروال على آلة الناي، وقد نحت الحاج يونس طيلة مساره المتألق اسمه كواحد من أهم العازفين على آلة العود، خصوصا بعدما نال العود الذهبي بالمغرب وصار مؤلفا بالجوق السيمفوني الملكي.
والتقى الجمهور خلال حفل الاختتام بالفنان اللبناني شربل روحانا، الذي أطرب صحبة العازفين المغاربة نبيل أقبيب (الكمان) وخالد المرابط (الباص) وطارق بنعلي (الإيقاع)، عشاق آلة العود بمعزوفات من الريبرتوار العربي الكلاسيكي الغني التي تتميز بسعة جذورها الشرقية.
وتضمن برنامج المهرجان، الذي انطلق يوم الخميس المنصرم بحضور محمد الأمين الصبيحي، وزير الثقافة المغربي، ويسعى من خلال دوراته السنوية إلى تثمين مدينة تطوان كتراث وطني وإرث حضاري إنساني وتعزيز إشعاعها الثقافي والتراثي، حيزا من فقراته لعازفة العود صفاء طيبون، وحضور أسماء وازنة مغربية ودولية من العازفين المهرة على آلة العود، كادريس الملومي وناصر هواري والفلسطيني حسام الحايك واليوناني يانيس بابايانو وثلاثي شراع من مصر وسورية ورباعي أحداف من المغرب وهولندا.
كما تضمن برنامج الدورة عروضا خاصة لعازفين مغاربة شباب، من ضمنهم مومن عيسى أبو يوسف وعبد الإله مصواب وأعضاء مجموعة رباعي الأندلس، فضلا عن تنظيم لقاء مفتوح مع الفنان العراقي نصير شمة حول تجربته الإبداعية، وورشة لصناعة آلة العود أطرها الحرفي المغربي عبد السلام الشيكي لتلقين تقنيات جديدة لإصلاح هذه الآلة وصيانتها والمحافظة عليها بمشاركة ثلة من المهنيين والطلبة من مختلف المعاهد الموسيقية بجهة طنجة تطوان. وتميز حفل الافتتاح بتكريم الفنان المغربي عبد الواحد التطواني، الذي زاوجت روحه الإبداعية المتجددة بين الغناء والعزف والتلحين والتمثيل المسرحي والاحتفاء بدولة فلسطين لإبراز مكانة القضية الفلسطينية في قلوب المغاربة، مع استشراف تمتين Üواصر التعاون الثقافي والفني المشترك بين البلدين والشعبين الشقيقين.