سنوات الملح

على اللبيب

تتكدسُ الأسئلة تحت أضلاعي
حفنةِ جمرٍ تتلألأ كلما شهقتُ خوفي
يزمجرُ في رأسي قلقاً
كسرفة دبابة تمشي فوق الطُرقات المعبدة
الفُ سؤالٍ تطلقه بندقية الوساوس
يتحول صدري إلى غربال،
تسقط منه كل آمالي
وأحلامي،
وسعادتي
واللهفة المُنتظرة
لا شيء يجيز لي البقاء
لا شيء يفرض عليها أن تتمسك أكثر
كأننا عابريّ سبيل تحملنا التساؤلات
لا شيء يردع قلبي سوى الرحيل
لا شيء يردُعها عن الرحيل
نقيضان رغم انسجام قلبينا
مؤتلفان في وقتٍ لا موطن للأُلفة سوى الصمت
يتصاعد الخوف
في رأسي
ومن حولي،
فأكون كغيمة رمادية خفيفة
ليس فيها ما يكفي للمطر،
وليس بوسعها ان تحجب الشمس
هكذا لازلت منذ عشرين عاماً
أتبخر شيئاً فشيئاً
دون أن يشعر الذي يُقيمون في قلبي
بأنني محض يباب يبلله مرورهم
ويعود قلبي جافاً
كلما تهدده شعارات الرحيل
كأنني ماخُلقت الا لفرحةٍ عابرة
ولحزن يستوطنني حد اللعنة
ملامحي هوية جندي مهزوم
داستها مجنزرة الريح
والقى الانكسار ملحه على وجهي
فلم يصدقني عُمري حين اقول اليه: قد عشنا كل تلك الحروب معاً
قريباً.. سترحل من قالت: سوف أرحل،
وسَتدفنني معاولها في مقبرة الغرباء
وستتذكرني بعد جيل من الذكريات
غير أن لا طعم للذكرى
وقد ابتلعت سنوات الملح
حتى شاخص قبري

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة