بغداد – سمير خليل
يتميز الفن التشكيلي في العراق بفسحة من الحرية في العمل من خلال إقامة الأنشطة التشكيلية من معارض ومهرجانات تشارك بها فئات متنوعة من هواة ومحترفي الفن التشكيلي.
بيت أو ستوديو ” ميديتشي” في بغداد الذي أسسه مجموعة من الشباب الشغوف بالفن التشكيلي ياسر عبد الحكيم ومهند عبد الله وحيدر زامل، لرعاية الموهوبين من الفنانين التشكيليين، أقام سمبوزيوم للرسم والنحت في مقره ببغداد تحت عنوان ” إنقاذ الحضارة” تحرر فيه الرسامون والنحاتون الشباب ليقدموا أعمالهم.
أحد مدراء بيت ميديتشي ياسر عبد الحكيم حسين أستاذ النحت في كلية الفنون الجميلة ببغداد قال:
نواة هذا الأمكنة عندما كان لبعض الطلاب أنشطة فنية، شباب مهتمون بالفنون الجميلة، ولكن لم تتح له الفرصة للدراسة في كلية الفنون، لكنه يحب أن يمارس هوايته بالبحث عن مكان مريح، مكان بديل وملتقى بدون حواجز رسمية، عند قدوم الشاب لهذا المكان يشعر بالحرية، جو عام يضم هواة ومحترفين. وهذا كان نواة للمشروع الذي أنشأناه بجهد ذاتي تام. فقط احتجنا أن نسجل المكان في نقابة الفنانين العراقيين، ولم نحب أن نتواصل مع الجهات الفنية الرسمية والحكومية، أردنا أن نتخلص من فرض القناعات والآراء، هذا النشاط اليوم هو الخامس في أجندة برنامجنا، بعد الأول “أقدام صغيرة” عن عمالة الاطفال، و” نهار دائم” عن تجفيف الأهوار، و” طواحين” عن حقوق المرأة وهذا النشاط اليوم”.
أما زميله حيدر زامل خريج معهد الفنون الجميلة ويعمل في ستوديو ومشغل ميديتشي فقال:
دائما نحاول متابعة أحداث معينة، ونعطي مساحة للطلاب، لأن الطالب داخل الكلية، يبقى بدور الطالب، لكن اليوم تتاح له مساحات حرة، يعطرها بفنه عن قضايا مجتمعية، عن رؤاه بالمسائل الحياتية التي تمر به. هي فرصة للشباب للتعبير عن آرائهم في هذه المساحة، وهنا يستطيع أن يظهر نفسه كفنان، بعيدا عن كونه طالبا، فرأينا أن نتيحها لهم، هذه المساحة ولأنفسنا أيضا، حتى نستطيع انتاج جيل فني قادر على أن يعبر عن نفسه، وعن مجتمعه، ويكّون قراءة حقيقية لواقعه من خلال أعماله الفنية. وأخيرا، فإن مهمة إنتاج جيل من الفنانين، يمتلكون تجربة حرة غير مكتفية بالجو التعليمي، بل تذهب الى منطقة الممارسة الحقيقية ومحاولة توظيف الفن كأداة تعبيرية للكلام بها عن آرائنا”.
وأضاف: الأمر مفتوح لكل الشباب بدون أي مقابل مادي، بل على العكس نحن نوفر بعض الأدوات البسيطة، ونحاول أن نوفر أيضا هذه المساحة، بحيث أن الفنان يجد نفسه حرا في هذه المنطقة، هذه هي التجربة الخامسة ودائما التجربة بسلبياتها وإيجابياتها تدفع بك الى الامام وتراكم لديك الخبرة، اليوم أشاهد أحيانا نفس الاشخاص يعاودون زيارة المكان، يعني صارت علاقة بيننا وبين الطلاب، وأصبحت هناك روابط، وهذه الروابط تعنينا جدا كأناس أخذنا الفن كمهنة وهذه أصبحت مساحتنا التي نعيش بها”.
الفنانة الشابة منال جواد كاظم وهي رسامة وطالبة في المرحلة الثانية لكلية الفنون الجميلة ببغداد -قسم التصميم الداخلي أضافت:
لوحتي تتحدث عن زواج القاصرات، طفلة تترك الدراسة من أجل الزواج. وسبق أن أقمنا مهرجانين في كليتنا، أنا أرسم بالفحم، أبيض وأسود أيضا، وأرسم البورتريت، صور الشخصيات، وكذلك أرسم الطبيعة، وبالنسبة للتصميم الداخلي فلدي مشاركات وكذلك لدينا مهرجانات خاصة بالتصميم في كليتنا”
أما الفنان منتظر يحيى آزاد استاذ تدريس الفنون التشكيلية في جامعة الأمين فقال:
تلقيت دعوة من المعرض ولدي مشاركات هنا أيضا، موضوعي بالرسم اليوم عن زواج القاصرات أيضا، أتناول في رسوماتي مواضيع عامة، الرسم تعليم وليس موهبة وباستطاعة أي شخص تعلم الرسم، ونادرا ما تحضر الموهبة، فيكون التعلم بشكل أسرع. هذه المعارض والأنشطة مهمة جدا، ولكننا مع الأسف في العراق نعاني من نقص في المتابعة الاعلامية، أغلب العراقيين لا تصلهم هذه النشاطات الفنية بصورة صحيحة عكس الماضي، مثلا مجسر الفنون سمي باسم الرائد فائق حسن الذي لا يعرفه الكثير من الناس”.