غدا تنتهي المهلة الأخيرة للحكومة والبرلمان
بغداد – الصباح الجديد:
اتجه المتظاهرون في المحافظات المنتفضة كافة، إلى الاتفاق على إمهال الحكومة والبرلمان، حتى غدٍ الإثنين، العشرين من الشهر الجاري، لتنفيذ مطالب المحتجين بشكل عملي وملموس، قبل أن يتخذوا خطوات تصعيدية، لم يحددواماهيتها بعد،سيما مع انضمام مدن جديدة إلى الحراك، وموافقتها على خطوة المنتفضين بتحديد هذه المهلة.
وأمس، الجمعة، اكتظت ساحات وميادين الاحتجاج في العراق بعشرات آلاف المتظاهرين، وسط استمرار حالة الانتشار الأمني والعسكري الذي دأبت السلطات العراقية على تكثيفه كل يوم جمعة على وجه الخصوص، بسبب الأعداد المضاعفة التي تشارك بالتظاهرات، وهذا على الرغم من استمرار عمليات الخطف والاغتيال والتهديدات التي يتعرض لها الناشطون في مدن عدة من جنوبي البلاد، وفي بغداد. شهدت تظاهرات أمس رفع شعارات جديدة ضد كل من الولايات المتحدة وإيران، مهاجمة في الوقت ذاته أحزاب السلطة، متهمة إياها برهن مستقبل البلاد لـ”الأجنبي”. وشهدت ساحتا البحرية وذات الصواري في البصرة تظاهرات واسعة شارك فيها زعماء قبائل وأعضاء وممثلون عن منظمات مدنية، بمناسبة مرور أسبوع على اغتيال الصحافي البصري أحمد عبد الصمد والمصور صفاء غالي على يد مسلحين. وفي النجف، هدد المتظاهرون باللجوء إلى العصيان المدني..
وتعطيل مرافق الحياة، مؤكدين تأييدهم للمهلة التي أطلقها متظاهرو الناصرية.
”تشمل الخطوات التصعيدية قطع الطرق وتوسيع الإضراب الذي قد يتحول إلى عصيان مدني، والتوجه للأمم المتحدة”
وكان المتظاهرون في مدينة الناصرية، عاصمة محافظة ذي قار، جنوبي العراق، وهي ثاني مدن البلاد بعدد الضحايا وعمليات القمع الحكومي، قد حددوا يوم الـ20 من الشهر الحالي كمهلة أخيرة لتنفيذ مطالبهم، لتنتقل هذه الخطوة سريعاً إلى مدن أخرى، أمس الجمعة.
يأتي ذلك مع استمرار تسجيل عمليات اغتيال لناشطين عراقيين في التظاهرات في جنوب ووسط البلاد وبغداد، إذ شهدت الساعات الـ48 الماضية اغتيال ناشط في تظاهرات محافظة بابل، هو أحمد السعدي، ووفاة الناشطة في كربلاء هدى خضير متأثرة بجراح كانت قد أصيبت بها قبل أيام نتيجة إطلاق مجهولين النار عليها قرب ساحة التربية، وسط كربلاء. وبالتزامن، سُجل اختطاف ناشطين اثنين في بغداد، بعد خروجهما من ساحة التحرير، وسط العاصمة العراقية، وفقاً لما أكدته مصادر حقوقية عراقية وأخرى أمنية، قالت إنها تلقت بلاغات من ذوي الناشطين تؤكد اختطافهما.
وعلى الرغم من أن مهلة الناصرية أُعلنت بشكل مباشر بعد اغتيال الصحافي العراقي أحمد عبد الصمد في مدينة البصرة، في 13 يناير/ كانون الثاني الحالي، إلا أن متظاهري الديوانية وكربلاء وبابل وواسط ومدن ومحافظات عراقية أخرى التحقوا، أمس، بالمهلة، مشددين على أنهم ينتظرون أفعالاً من الحكومة المستقيلة والبرلمان قبل اللجوء إلى التصعيد، ومؤكدين في بيانات منفصلة أنهم ليسوا في معرض التخلي عن حق دماء المئات من زملائهم الذين قتلتهم السلطة وأحزابها.
ومن مطالب المتظاهرين، المشمولة في المهلة، اختيار رئيس حكومة مؤقت لحين إجراء انتخابات تشريعية مبكرة تخضع لإشراف الأمم المتحدة ومنظمات دولية منعاً من حصول عمليات تزوير لصالح قادة الأحزاب الحاكمة، فضلاً عن الكشف عن قتلة المتظاهرين ومصير اللجان التحقيقية فيها، وتقديم المتورطين في قمع التظاهرات إلى القضاء، والذين يوصفون بـ”فرق الموت الجوالة” لقتل المتظاهرين.
ويعتزم المتظاهرون الإعلان عن سلسلة إجراءات تصعيدية ضد الحكومة، وبالتعاون مع منظمات حقوقية دولية، منها هي قطع الطرق وتوسيع رقعة الإضراب الذي قد يتحول في ما بعد إلى عصيان مدني، وتشكيل وفد من المتظاهرين للتوجه نحو الأمم المتحدة والعالم وشرح ما يدور في ساحات الاحتجاج والمنطقة الخضراء، من أجل سحب الشرعية الدولية الممنوحة للحكومة العراقية”.