ادعت انه احباط مسبق لعملية خطط لتنفيذها ضدها
متابعة ـ الصباح الجديد :
شنت طائرات حربية إسرائيلية امس الأحد غارات في سوريا استهدفت مواقع في جنوب دمشق، على ما أعلن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي والذي أضاف أنه: تم بذلك إحباط عملية إيرانية قادها فيلق القدس انطلاقا من سوريا. من جهة ثانية، أعلن حزب الله اللبناني عن سقوط طائرة من دون طيار وانفجار أخرى مفخخة في ضاحية بيروت الجنوبية سببت «أضرارا جسيمة» بمبنى المركز الإعلامي التابع له، وقال الجيش اللبناني إن الطائرتين إسرائيليتان.
أعلن الجيش الإسرائيلي امس الأحد أن مقاتلاته نفذت غارات في سوريا لمنع قوة إيرانية من شن هجوم على الدولة العبرية بواسطة طائرات بدون طيار محملة بالمتفجرات.
وعقب ساعات على الغارات الإسرائيلية في سوريا، أفاد مسؤول في حزب الله اللبناني عن سقوط طائرة مسيرة وانفجار أخرى في معقل الحزب في ضاحية بيروت الجنوبية. لكن المصدر لم يؤكد ما إذا كانت الطائرتان إسرائيليتين أو ما إن كان حزب الله هو من أسقطهما.
وتسببت الغارات التي نفذتها تل أبيب ليلا في محيط دمشق بمصرع مقاتلين اثنين من حزب الله اللبناني وثالث إيراني، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الأحد. وقال مديره رامي عبد الرحمن إن «الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع للإيرانيين وحزب الله في المنطقة الواقعة بين مطار دمشق الدولي والسيدة زينب في جنوب شرق دمشق أوقعت ثلاثة قتلى على الأقل، اثنان من حزب الله وثالث إيراني».
واعتبر رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري الأحد أن سقوط طائرتي استطلاع فوق الضاحية الجنوبية لبيروت بمثابة «عدوان» على سيادة لبنان ويشكل «تهديدا للاستقرار» في المنطقة. وقال في بيان إن «العدوان الجديد … يشكل تهديدا للاستقرار الإقليمي ومحاولة لدفع الأوضاع نحو مزيد من التوتر» مؤكدا أنه «اعتداء مكشوف على السيادة اللبنانية وخرق صريح للقرار 1701» الذي أرسى وقفا للأعمال الحربية بين لبنان وإسرائيل إثر حرب تموز 2006.
وأعلن حزب الله أن إحدى الطائرتين المسيرتين اللتين سقطتا ليلا في معقله بالضاحية كانت مفخخة، وألحق انفجارهما أضرارا جسيمة بمبنى المركز الإعلامي التابع للحزب. وأشار المسؤول الإعلامي في الحزب محمد عفيف في تصريح للوكالة الوطنية للإعلام، الرسمية في لبنان، إلى أن «الطائرة الأولى سقطت من دون أن تحدث أضرارا، في حين أن الطائرة الثانية كانت مفخخة وانفجرت وتسببت بأضرار جسيمة في مبنى المركز الإعلامي»، واصفا ما حصل بـ»الانفجار الحقيقي» ومؤكدا أن «الحزب لم يسقط أي طائرة». ولم يحدد عفيف ما إذا كانت الطائرتان إسرائيليتين. وأوضح أن «طائرة الاستطلاع الأولى التي لم تنفجر هي الآن في عهدة الحزب الذي يعمل على تحليل خلفيات تسييرها والمهمات التي حاولت تنفيذها».
وذكر مصدر آخر في حزب الله صباح امس أن الحزب لم يعلن بعد ما إذا كانتا إسرائيليتين، في وقت أوردت وسائل إعلام محلية في لبنان أنهما إسرائيليتان.
من جهته، قال الجيش اللبناني في بيان نشره على موقعه الرسمي على الإنترنت، إنه «أثناء خرق طائرتي استطلاع تابعتين للعدو الإسرائيلي الأجواء اللبنانية فوق منطقة معوض ، حي ماضي في الضاحية الجنوبية لبيروت، سقطت الأولى أرضا وانفجرت الثانية في الأجواء متسببة بأضرار إقتصرت على الماديات».
وعلى الرغم من أن تل أبيب تشن باستمرار غارات في سوريا، إلا أنها نادرا ما تقر سريعا بعملياتها العسكرية في الأراضي السورية، وفي هذا الشأن، حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إيران بأنها ليست بمنأى عن ضربات جيشه. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي جوناثان كونريكوس «تمكن جيش الدفاع الإسرائيلي بواسطة مقاتلاته من إحباط محاولة إيرانية قادها فيلق القدس انطلاقا من سوريا لشن هجوم على أهداف إسرائيلية في شمال إسرائيل باستخدام طائرات مسيرة قاتلة». وأضاف كونريكوس أن الهجوم استهدف «عددا من الأهداف الإرهابية ومنشآت عسكرية لفيلق القدس وميليشيات شيعية» في منطقة عقربا في جنوب شرق دمشق. ووفق المتحدث فقد منع الجيش الإسرائيلي الخميس محاولة سابقة لشن هجوم بطائرات مسيرة، دون إعطاء تفاصيل إضافية.
وقال في هذا السياق «التهديد كان كبيرا وهذه الطائرات المسيرة القاتلة كانت قادرة على ضرب أهداف بقدرة كبيرة».
من جهتها نقلت وكالة الأنباء الرسمية السورية «سانا» عن مصدر عسكري سوري أنه رصدت وسائط دفاعنا الجوي أهدافا معادية قادمة من فوق الجولان باتجاه محيط دمشق». وتابع المصدر «على الفور تم التعامل مع العدوان بكل كفاءة»، مضيفا أنه «تم تدمير غالبية الصواريخ الإسرائيلية المعادية قبل الوصول إلى أهدافها». وسمع دوي عدة انفجارات قبل إعلان وسائل الإعلام السورية أن «الدفاعات الجوية تتصدى للأهداف المعادية وتسقط معظمها في المنطقة الجنوبية»، في الوقت الذي ذكر فيه المرصد السوري بأن الانفجارات في محيط العاصمة دمشق ناجمة عن قصف يرجح أنه إسرائيلي.
وفي بيان صدر بعد دقائق من إعلان الجيش الإسرائيلي، أشاد نتانياهو بـ»الجهد العملاني الضخم» للجيش الإسرائيلي وإحباطه محاولة هجوم «فيلق القدس الإيراني والميليشيات الشيعية». مضيفا «لا حصانة لإيران في أي مكان» مضيفا «قواتنا تعمل في كل القطاعات في مواجهة العدوان الإيراني».
كما قال المتحدث باسم الجيش إن إسرائيل تحمل إيران والنظام السوري مسؤولية محاولة الهجوم بواسطة الطائرات المسيرة، مؤكدا «رفع جهوزية» قوات الجيش في شمال إسرائيل «للرد على أي تطور».
موضحا أن القوات الإيرانية شنت في 2018 ثلاث ضربات صاروخية على إسرائيل انطلاقا من سوريا، مضيفا أن استخدام طائرات مسيرة «انتحارية» معدة للانفجار عند بلوغها أهدافها يشكل «تكتيكا مختلفا» وجديدا.
وتؤكد الدولة العبرية أن من حقها مواصلة استهداف المواقع التابعة لإيران وحليفها حزب الله دفاعا عن نفسها.