علي صابر محمد
لقد سفك الدم العراقي على يد أعداء الوطن على مدى أكثر من عقد وما زال الدم يسقي تراب العراق والامل ضعيف بانفراج الازمات المستعصية ، الازمات التي تتحمل النخب السياسية مسؤوليتها بسبب ضيق أفقهـا وعدم قدرتهـا على التعامل مع مكونـات المجتمـع بعقلية سياسية ناضجة ، وكل الذي لمسناه هو افراز القيح الطائفي ومعالجة كل المواقف من خلال هذه الزاوية الضيقة لذا فان حصادنا دوما المزيد من المشكلات والتعقيدات ، فاذا كانت الطليعة بهذا المستوى المتدني من الادراك والاحساس بالمسؤولية فلا غرابة ان ترتد هذه الممارسات على الجهاز الوظيفي وخاصة القوات المسلحة التي تنهل من المعين نفسه.
في صباح هذا اليوم 5-7-2014 وبالتحديد في ساحة عباس ابن فرناس وأمام بوابة قيادة القوات البرية والجوية لاحظنا تجمعاً للمتطوعين في وسط الجزرة الوسطية للشارع ووسط تزاحم السيارات ولدى الاستفسار عن سبب تواجدهم الكثيف بشكل مكشوف وعرضة لأستهدافهم من قبل القوى الظلامية كان الجواب بأن المسؤولين ينتظرون استكمال العدد لكي يتم أدخالهم الى ساحة المعسكر ؟
وهنا نسأل كم حالة مماثلة حصلت ودخل الانتحاري الى صفوف هذه التجمعات غير المؤمنة ومزق أجساد شبابنا جراء تخلف العقليات التي تدير مثل هذه المعسكرات ؟
وهل تمت محاسبتهم على سوء ادارتهم لمثل هذه الملفات ؟ لا نريد ان نشكـك ونضع سوء الظن أمام أعيننا ونتهـم المسـؤول بالتقصيـر المتعمـد ، ولكن يحق لنا ان نحمي أبناء العراق ونتسلح بالحس الامني ونضيع الفرصـة علـى الارهابيين ، ترى ألا يجدر بالمسؤول ان يوعز الى بوابة المعسكر بادخال كل من يصل من المتطوعين وبشكل فردي بعد تفتيشه والتأكد من هويته ووضعهم في قاعات او حتى في ساحات المعسكر ومن ثم اجراء التعداد لهم ومناداة اسمائهم بسهولة وأمان ؟ أم أن أرواح البشر ما زالت رخيصة عندهم؟
ان مثل هذه التصرفات المفتقدة للحس الامني وغيـاب مفهـوم الحيطة والحذر وعدم الحرص على أداء الواجب بكفـاءة وبعقـل متفتح تفتـك بقواتنا المسلحـة وتزيـد مـن الخسائـر وتقـدم لأعداء العراق فرصة ذهبية للنيل من بلادنـا ومستقبلنا ، وكلنا أمـل ان يتعظ القائمـون علـى التعامل مع مثل هذه التجمعات بعـدم الاهمال في اتخاذ الاجراءات الكفيلة بحماية شبابنا وعدم تقديمهـم لقمة سائغة لقوى الهمجية والارهاب.