سلام مكي
ما يحدث في سوريا، من مجازر دموية بحق الأبرياء، هو عبارة عن بداية الطريق المظلم الذي تسير فيه البلاد، دون أن تعرف ما ينتظرها في قادم الأيام. مسلحون بزي تقليدي، ينتمي للعصور المظلمة، لكنهم يمثلون الدولة، يقتلون الشباب والأطفال والنساء، بدم بارد، ثم يقومون بتوثيق جرائمهم بتصويرها، ثم بثها بفخر عبر التواصل الاجتماعي! وللأمانة، فإنهم لا يعدمون أي أحد، إلا بعد محاكمته، ومحاكمتكم عبارة عن سؤال واحد: هل أنت علوي؟ إذا كانت الاجابة بنعم، يتم التنفيذ قبل إصدار الحكم! نعم، فبمجرد انتهاء الضحية من الاجابة، يتم القتل مباشرة! الغريب والعجيب، أن تلك الجرائم، تجد من يبررها، بل ومن يسعى للتغطية عليها، والفاعل جهات إعلامية كبيرة، لها جمهور عربي واسع، تبرر للقاتل جرائمه، وتحاول أن تذهب بعيدا، لاتهام جهات أخرى بارتكاب تلك الجرائم، لدواع طائفية بحتة. فالقاتل يتفق الجميع على أنه لا ينتمي الى دين ولا عقيدة ولا مذهب. هو قاتل مجرم، ينتمي الى فصيلة المجرمين والقتلة، والأديان والمذاهب بريئة منهم، لكن يبدو أن النفس الطائفي الذي يطغى على كل الأحداث في سوريا وباقي البلدان المجاورة والتي ابتليت بالطائفية، يسعى لأطيفة الأحداث، عندما يحاول تبرئة الارهابيين، عبر اتهام جهات أخرى من غير طائفة بالأحداث.
الساحل السوري، شهد في الأيام الماضية، أسوء مجزرة ارتكبتها جهات منفلتة، مجرمة، تفتخر بأنها تقتل السوري الذي يختلف معها في العقيدة والدين، ومن لم يتمكن من القتل، يظهر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ليعلن دعمه لمسلسل القتل والاجرام، ليعلن أنه مستعد لقتل الطفل قبل الشيخ والمرأة قبل الرجل، لا لشيء، إلا لأنهم ينتمون الى مذهب مختلف عن مذهبهم! كل هذا والفضائيات المرتزقة، تروج لخطابات انشائية صدرت عن الجولاني، يقول فيها أنه لن يسمح بقتل أحد! وأنه سيقوم بالتحقيق لمعرفة القتلة! رغم أن القاتلين، ارتكبوا جرائمهم في البث المباشر!
برأيي أن الأكثر إجراما من القتلة، هم أصحاب الفضائيات، الذين يقللون من هول الحدث، ويمارسون التضليل والخداع للتستر على الجريمة التي يسعى مرتكبوها لفضحها!