ما لا تعرفه عن جميل راتب .. جاء من عائلة أرستقراطية وعمل كحامل حقائب في محل خضراوات وأهله رفضوا التمثيل

بغداد – سمير خليل:
على مدى تاريخه العريق كان الفن المصري ولادا للنجوم، وخاصة في الفن السابع، السينما وامتد ليغطي مساحة الدراما التلفازية، أجيال من النجوم تبرعمت وتألقت وأبدعت ثم اختفت بتوالي الاجيال.
العصر الذهبي للسينما المصرية امتد من خمسينيات القرن الماضي لغاية السبعينيات من نفس القرن وما بعد ذلك كان عصر النجم الواحد، العصر الأول ضم أسماء كثيرة كانت تقف على قدم المساواة في النجومية والتألق حتى أن مبدأ وسامة النجم انحسرت منذ ذلك الزمن ليومنا هذا، فكان فريد شوقي يقف بجانب شكري سرحان ومحمود المليجي أمام كمال الشناوي، ويحيى شاهين قبالة رشدي أباظة، مثلما وقف بعدهم أحمد زكي ونور الشريف قبالة حسين فهمي ومحمود ياسين.
ولأننا نتحدث عن النجم الرجل في السينما المصرية فقد خلق الانتاج المتواصل والمتنوع من الافلام كاركترات وشخصيات محددة سلبية أو ايجابية، فقد كان محمود المليجي كاركترا للشر مثلما كان شكري سرحان نموذجا للخير، واسماعيل ياسين كوميديا ضاحكا، وهكذا توالت الاجيال وتوالت الكاركترات.
جميل راتب، فنان مصري خالف الجميع بسحنته الارستقراطية الغربية الصارمة، كاريزما خاصة، وأداء متفرد، فكان يجسد الارستقراطية الاجتماعية والشخصيات الاكاديمية مثلما كان يجسد أدوار الشر لدرجة تجعلك تكرهه بشكل كبير.
تاريخ مضيء وسيرة فنية حافلة، ويكفي أن نعرف أن هذا الفنان يملك في رصيده الفني المشرق 75 فيلما سينمائيا، بدأ هذا الرصيد بفيلم ” أنا الشرق”عام 1946 وأنهاه بفيلم ” غيمة في كوب ماء” عام 2012، بالإضافة لفيلم الرسوم المتحركة ” حبيب الله” عام 2016، وفي التلفزيون الذي يعد ميدانه الاثير فقد شارك في 76 مسلسلا تلفازيا أولها مسلسل ” هروب” عام 1976 واخرها ” بالحجم العائلي” عام 2018، بالإضافة لمسلسلين اذاعيين هما ” كفر نعمت” 1978، و” أشياء لاتباع” عام 1983.
أما المسرحيات التي شارك فيها ممثلا فهي: ” دنيا البيانولا” عام 1974 و” اليهودي التائه” عام 1977 و” زيارة السيدة العجوز “عام 1994، و” عائلة ونيس” 1997.
جاء جميل راتب من عائلة أرستقراطية وعمل كحامل حقائب في محل خضراوات في وقت رفض أهله دخوله عالم الفن، برع في أدوار الشر كما برع في أدوار الخير، رجل الأعمال الفاسد أو ابن العائلة الأرستقراطية النبيل، وهو الذي قدم على مدار 70 عاما أعمالا عديدة في مصر والوطن العربي وعالميا.
ولد في الثامن عشر من آب عام 1926 وتوفي يوم التاسع عشر من ايلول عام 2018 عن عمر يناهز 92 عاما.
ولد لأب مصري وأم مصرية، وليس كما ظن البعض أن والدته فرنسية، عمة والدته هي هدى شعراوي، كان طفلا خجولا ومنطويا ولم يشعر بنفسه في أجواء العائلات الأرستقراطية، بدأ التمثيل في سن صغيرة خلال مرحلة دراسته وحصل على جائزة الممثل الأول وأحسن ممثل على مستوى المدارس المصرية والأجنبية في مصر، درس الحقوق في مدرسة الحقوق الفرنسية، وسافر بعدها إلى فرنسا لاستكمال دراسته، خلال تواجده في فرنسا قرر ترك دراسة القانون ودرس التمثيل ورفضت أسرته ما فعله ومنعت عنه مصروفات الدراسة والمعيشة، عمل كومبارسا ومترجما ونادلا وحاملا للحقائب في سوق الخضروات من أجل الحصول على المال بعد رفض أهله لفكرة دراسته التمثيل، عاش لمدة 30 عاما في باريس مشاركا في أعمال عديدة خاصة بالمسرح الفرنسي.
بدأ حياته الفنية في عام 1946 من خلال السينما في أول فيلم له ” أنا الشرق”، ثم اتجه للمسرح وعاد مرة أخرى للسينما في منتصف السبعينيات وقام بتقديم أفلام عديدة، شارك أيضاً في بعض الأعمال الأجنبية بالإنجليزية والفرنسية ومن أبرزها فيلم “لورانس العرب” وغيرها كما شارك أيضاً في العديد من المسلسلات التلفزيونية، تم تكريمه عدة مرات.
وبالإضافة لنجوميته وتاريخه الفني العريق الا أنه كان انسانا رحيما لا يبخل مالا في مساعدة الفقير يحب الناس البسطاء والفقراء مثلما أحبوه، حتى أن أخبارا ذكرت بانه تبرع بثروته الباهظة البالغة ثمانية عشر مليون جنيه مصري لصالح مرضى السرطان، لكن مدير أعماله نفى ذلك.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة