سمير خليل
ها هي بغداد تفتح ذراعيها مرة أخرى، تحتضن ضيوفها في مهرجان بغداد الدولي للمسرح بدورته الخامسة، التي حملت اسم الراحل شفيق مهدي. ضيوف أعزة حضروا لبغداد ليتعمدوا بنقائها وجمالها وتاريخها وكرمها ويتباركوا بطيبة أهلها. ضيوف أتعبهم الشوق لاحتضان بغداد، حاضرة الدنيا وإيقونة التاريخ. وكثيرا ما كانوا ينقلون لأهلهم أخبار بغداد وطيبتها وكرمها وأخلاق أهلها، وهذه المرة سيكون لضيوفنا طابع خاص، المسرح، حيث حضر مبدعوها من ايران وايطاليا والمغرب والاردن وتونس ليكونوا ضيوفا على بغداد ومهرجانها، حيث سيتنافسون مع أصدقائهم من مبدعي العراق، الذي سيقدمون ألقهم في تسابق شريف بينهم وبين ضيوفهم، وبالتأكيد سيكون الفائز هو بغداد وأهلها وضيوفها.
16 عرضا مسرحيا سيضيئ مسارح بغداد بالمتعة والجمال، عروض ملونة بالهم الانساني وتطلع الانسان لغد أفضل، عروض يؤطرها الابداع، فرصة لمحبي المسرح للمتابعة والاغتراف من نهر المعرفة والفكر والجمال، نهر المسرح الرقراق.
وكعادتها، تحزّمت المؤسسة الفنية، دائرة السينما والمسرح في وزارة الثقافة والسياحة والآثار ومديرها العام الفنان الدكتور جبار جودي ومدير المهرجان الفنان حاتم عودة وباقي العاملين على إنجاح هذا الكرنفال الابداعي الكبير، لفرش الأرضية الرصينة لاحتضان هذا المهرجان، الاستعدادات كانت مبكرة، لا فرق بين ليل ونهار، الجميع خلية عمل متواصل، الإدامة وتهيئة أماكن الضيافة وراحة الضيوف، مسارح الدائرة، الوطني والرشيد والمنصور، كلها أضيئت وتعطرت بالجهود الطيبة، والدعم اللوجستي كي تكون مهيئة لاستقبال العروض المتنوعة للضيوف وأهل الدار.
وبالتأكيد، فإن هذا المهرجان نال مباركة الجميع من مسؤولين وجمهور وضيوف، فكل محفل إبداعي هو إضاءة وانعكاس لواقع ومجتمع مستقر، يكون إضافة مشرقة لإبداع الانسان وقدرته على التعبير عما يشغله ويحيط، وهذا ما يميز العراقي الذي يعمل وينتج ويبدع، ليدخل ميدان التميز بعزم وثقة وإصرار.