(زليتينوس)

عن زمن مضى…
جبّار الكوّاز
ليست متاهة رمال
ولكنها مدينة إبتكرها البحرُ قباباً
وجلابيبَ
وقراءاتٍ
لم تشأ أن تفتح عينيها على أفق وليد
وما كنت أراها الّا من وراء حجاب
كان حجابها أقمارا وشموسها
عباءاتٍ بيضاً
وكانت خطاها وطنا
واناملها قصائدَ
وبريق عينيها نشيدا وطنيا موؤدا
في مشافي (روما)
وفي رسائلي
نعم رسائلي
غالبا ما أوقظها نكاية
ب(سنمار)
بالكتب الصفر
بالمداد السريّ
بنصوص مازالت تبحث عن كلماتها
في حصاد السواحل
وحصارات القبور الدارسات
اين اذن ؟
تعالَي
أتعلمين ان حروفك صارت موانئ
للنخيل؟
وان ظلالك وهي تسير خلسة معي
ما زالت تنتظر شموسك في (شباط)اللئيم
وهي في كهف اسرارها العلنية!؟
اين
اذن تعالي؟
ما عاد الشعر يحترقُ
بين غيمة كذبٍ ألوانُها
وغيمة ألوانُها
عيون زنوج في
ساحة البلدية
تراقب خطى البدو المتنمرين
اقول لنفسي:
حين أراك من خلف حجاب
دعي الايام تسرقنا علنا
من سرير
سرقته حروبٍ نياقُها ارائكُ بترول
وشمتْها
بهجرة ملائكة
ورصاصٍ ضلَّ طريقَه دائما اليكِ
ولأنك انا
…….
فانت…
تحاولين دائما أن تعثري على ما يثملني
بين أزقتك
وابوابك العالية
المستورة بأشجار النارنج
وخطوات أيتامٍ فقسوا
زحفا
على ضجًةِ حروب الردّة.
أسمُك وهمٌ غريقٌ
تحت( ظلال التين)
في فراديس حروب الغرباء
ذوي العيون الزرق
واسمُك
سقط قسرا
بحروفٍ خمسةٍ
لم تشأ ان تفصح عن سرّها الملكي
الزاي: أزيز رصاص خلّب
واللام: لوم الفلاحين
والياء: تاريخ هتافات المقتولين
والتاء: رماد التأسيس
اين نونُك اذن؟
اين قراصنتُك الغارقون في خليج (مالطا)؟
ساقول لهم: يا هتّافي الخيبة
اناديكم جماعةً
تحت قوس النصر الاسبارطيّ
ولا ارى أحداً
و
حين أجيبُك ب(إي)
أحيانا
بماذا تنفعُنا الحروف ؟!
وهي تساقطُ اصواتَها دائما
على بحّة مطربين مخمورين
وباعة خضار جائعين
وقارئي أدعيةمطوّحين وأناشيد حشاشين
وكاتبي طلاسم حبّ مشنوقين
ونسّاجي رسائل سريّة جوف
ومحرقي تلال قمامةٍ من خُطَبِ رؤساء الهواء
تحت هلالٍ
وصليبٍ معقوفٍ
لا يبحثُ عنكِ سوى
سماسرةٍ
استعاروك حروفَ روادفِك بعد ضاعت في صحراء(سيناء)
قبل(الانبار)
وكان قمرُكِ
وشمسُكِ
يبتلعان اللامَ قسرا فوق منابر اسمائك الحسنى
(دعيهم لقد تناسوا حروفك سهوا)
إذن…
فهم
أشواكُ النوقٍ حين
تصمّ الفطرةُ اناملَهم الخشنةَ
فلا يعرفون العشقَ
ولا يحسنون الاصغاءَ امام جدار معبدِهم الرمليّ
فليست مشكلتُنا
لمّ النقاطَ المبعثرةَ
في كُنى اسلافِنا
وفي أناملِ نومِك ذي المهدِ القدسيّ
لستِ مدينةً في اطلسِ غربتي
وأنا اعلّق خرائبَك في
(رزنامة) ليالي( رمضان)
تحت اقباسِ انينِ قتلى(عطيل)
ونزيف جبال(الإلب)
أين إذن؟
تعالي
ثمة أحاديث فائضة
فائضة جداااااا
عن الحب
والسهر
والشعر
والحزن
تعالي إذن
نصنع أسئلتنا الممحوةَ
لنجيب عليها
بلا سلالة
تراب
و نار
وهواء
و مياه
هويّتك الوطنية يتيمةُ الأبوين
فأبواها
الرملُ والبترولُ
وهويّتي
شُلّت حين هجرَها الجغرافيون في بريّة اليتمِ
أين إذن أنت الان؟!
لأقول لك :
تعالي…

  • زليتينوس = زليتين مدينة ساحلية ليبية رائعة بموقعها وشعبها عشت فيها سنوات نهاية العقد التسعيني

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة