متابعة الصباح الجديد:
صدرت حديثًا عن دار موزاييك للدراسات والنشر رواية «إنانا» للكاتب التركي مراد تونجل، بترجمة عربية أنجزها الراحل عبدالقادر عبداللي.
في الرواية، وفقًا للمترجم، سيرتان يغوص من خلالهما الكاتب في منطقة شرق تركيا، طبيعة، وإنسانًا، وعادات، وتقاليد، وعقائد. فنحن أمام قصة طفل يُنتزع من حضن أمه، لأن أسرته تدين بدين غير دين السلطة، ويُربى تربية خاصة ليكون مسلمًا وانكشاريًا، وقصة شاب يعشق واحدة من غير دينه، ويضطر أبوه لمعاقبته بالنفي. ويحاول مراد تونجل أن يضيء على تكوين المجتمع التركي في زمن تسلط الانكشارية، والوقوف على جوانب بقيت مظلمة حتى وقت قريب، وأثرت في حاضرنا، وما زالت تؤثر فيه حتى الآن.
من أجواء الرواية:
نظر إلى الشمس المرتفعة في الشرق فوق جبل أرارات، وقال لنفسه: «يا أرارات، منذ أيام وأنت تنفث الهم مع ريحك إلى داري. خلصني من هذا الهم! أقسم إنني سأشعل النار في أعلى قمة من قممك إذا خلصتني منه. أعلم أن همي كبر إلى حد أنني سأفضي به لك، ولكن خلصني منه قبل أن يغدو بحجمك!». عندما شعر السيد يارعثمان بيرة أوغلو بالبرد، حث خطاه نحو غرفة الديوان التي يوجد في صدرها مقعد البيلك. وحين رآه أعضاء مجلس التقاليد الذين ينتظرونه داخلًا من الباب، هبّوا واقفين. في أثناء جلوس السيد على بساط مقعد البيلك المحشو بريش الطير، دخلت السيدة الكبيرة أيضًا. وعندما جلست هي أيضًا على بساط المقعد المحشو بريش الطير المجاور، جلس أعضاء مجلس التقاليد من جديد. عندما رأى السيد أن الجميع جلسوا في أمكنتهم، بدأ يتحدث: «سنصدر اليوم قرارًا حول الشؤم الذي هبط منذ أيام على دارنا، وبيلكنا. ليقل كل شخص ما يريد قوله. لأن القرار الذي سيتخذ سيكون قرارنا جميعًا. طلبي الوحيد منكم هو التفكير ببيلكنا، وتقاليدنا في هذه اللحظة الحرجة من حياة البيلكات».