الصباح الجديد ـ متابعة:
قال حلف شمال الأطلسي “الناتو”، المكون من 30 دولة، إن الطموحات العسكرية المتزايدة للصين تضع الحلف أمام تحديات جديدة، واتّفقوا خلال قمّتهم السنوية التي انعقدت في بروكسل على تشكيل جبهة موحّدة في مواجهة طموحات الصين المعلنة في أوروبا، وفقا لصحيفة نيويورك تايمز.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن، في مؤتمر صحفي إنّ “روسيا والصين تسعيان لزرع الشقاق بيننا، لكنّ تحالفنا متين. حلف شمال الأطلسي موحّد والولايات المتّحدة عادت”.
وعبّر البيان الختامي للقمّة عن مخاوف الحلفاء، فتضمّن النصّ الصادر في 45 صفحة 79 نقطة في طليعتها روسيا والصين والتهديدات الجديدة في الفضاء وعلى الإنترنت والإرهاب وصعود الأنظمة المتسلّطة.
ويعكس وصف الصين، الوارد في البيان الصادر في ختام اجتماع القمة الذي استمر ليوم واحد وحضره الرئيس بايدن وآخرون، قلقًا جديدًا بشأن كيفية اعتزام الصين استخدام قوتها العسكرية المتنامية بسرعة وتقنيات الإنترنت الهجومية في السنوات المقبلة. وفي اجتماع مجموعة السبعة في بريطانيا الذي انتهى يوم الأحد، وافق بايدن ونظرائه على مواجهة الهيمنة الاقتصادية المتنامية للصين بشكل مشترك. كما حذرت دول الناتو من أن الصين تطرح بشكل متزايد مشكلة أمنية عالمية أيضًا، مما يشير إلى تحول جوهري في اهتمامات الحلف. كانت أول إشارة ثانوية إلى الصين في بيان الناتو في قمة لندن في عام 2019، لكن المخاوف العالمية تسارعت بسرعة منذ ذلك الحين. وضع كل من بايدن والرئيس السابق دونالد ترامب، مزيدًا من التركيز على التهديدات التي تشكلها الصين، كنظام سياسي استبدادي مع زيادة الإنفاق والطموحات العسكرية، بما في ذلك التعاون العسكري الناشئ مع روسيا. وتقع الصين في قلب تأكيد بايدن على أن الديمقراطيات في مواجهة وجودية مع الأنظمة الاستبدادية. وقال الأمين العام للناتو، ينس ستولتنبرغ، إن الصين لديها الآن ثاني أكبر ميزانية عسكرية بعد الولايات المتحدة وأكبر قوة بحرية في العالم. كما تعمل على تعزيز مخزونها النووي وتطوير صواريخ وسفن أكثر تطوراً. وأضاف ستولتنبرغ: “الصين ليست خصمنا، لكن ميزان القوى يتغير. الصين تقترب منا. نراهم في الفضاء الإلكتروني، وفي إفريقيا، لكننا أيضًا نرى الصين تستثمر بكثافة في بنيتنا التحتية الحيوية “. وتابع “نحن بحاجة للرد معًا كتحالف”. أرسلت الصين سفنا إلى البحر المتوسط وعبر القطب الشمالي. كما أجرت تدريبات عسكرية مع روسيا في الفناء الخلفي لحلف الناتو، وبنت قواعد في إفريقيا، وتمتلك بنية تحتية مهمة في أوروبا، بما في ذلك ميناء بيرايوس اليوناني.
كما اخترق الجيش الصيني أجهزة الكمبيوتر لسرقة الأسرار الصناعية والعسكرية في جميع أنحاء العالم وشارك في معلومات مضللة في مجتمعات الناتو.
وأكّد الحلف أنّ “طموحات الصين المعلنة وسلوكها المتواصل تشكّل تحدّيات لأسس النظام الدولي المستند إلى قواعد، وفي مجالات لها أهميتها بالنسبة إلى أمن الحلف”.