الفنانة الشابة زهراء نائل:
سمير خليل
برغم القفزات التكنولوجية والرقمية التي غيرت الكثير من انماط الحياة، ومنها الفن والموسيقى بالذات بولادة آلات حديثة تواكب هذه المتغيرات السريعة، الا ان كثيرين مازالو يحافظون على الاصالة والتراث في الفنون ومنها الموسيقى، ليبقى التخت الشرقي عنوانا للاصالة والتذوق الموسيقي.
زهرة موهوبة صغيرة، تبرعمت في بستان الاصالة الموسيقية فاختارت آلة صعبة.. القانون، تداعب اوتارها بشغف، تغازل المقطوعات الموسيقية بذائقة متعلمة، مثقفة، تستحضر الانغام بعبق التراث واصالته، الفنانة الشابة زهراء نائل، والتي شاركت ضمن الفرقة الوطنية للتراث الموسيقي العراقي بقيادة المايسترو علاء مجيد في حفل استقبال البابا فرنسيس خلال زيارته لبغداد.
بدأت علاقتها بآلة القانون من دخولها طالبة في معهد الفنون الجميلة لتصبح بعدها عازفة ينظر اليها بالإعجاب.
تقول: “الموسيقى تمنح الانسان الحلم والجمال وقوة التحمل، وبالنسبة للمرأة بصوره خاصة فالموسيقى تمنحها عاطفة حسية كبيرة جدا لانها تلامس شغاف قلبها، وتمنحها دفقا من الاشواق والحنين والاحساس. الموسيقى اضافت لي شخصياً حين قدمتني للجمهور بأبهى صوره حيه، كما اضافت لي قوة وبراعة في ادوات التعبير الفني واللفظي”.
* مالذي شدك لآلة القانون التي تعد من الآلات الصعبة؟
– “تخصصت بآلة القانون لشده حبي لها، لانها ليست حكراً للرجال كما انها من الالات البارزة في التخت الشرقي، لها ما يميزها في مساحتها الصوتيه الواسعة، وتعطي جميع المقامات في الموسيقى العربية، ايضا تعد بمنزلة الدستور لجميع الالات الموسيقية الشرقية”.
* ماهي انطباعاتك عن الموسيقى العراقية اليوم ؟ وهل حجم مشاركة المرأة فيها مرضيا؟
– “الموسيقى لغه توحد جميع الشعوب حيث لا تتعلق بهوية وأنتماءات الملحن والمؤلف الموسيقي، ما يجمعها، السحر والعذوبة، الموسيقى في العراق نحت منحى سياسيا ففي الثمانينيات اصبحت الاغنية العراقية اغنية ميدان حماسي، وفي التسعينيات، بفترة الحصار الاقتصادي هبطت نوعا ما رصانة الموسيقى، اما في الالفيات الجديدة فاصبحت هناك اغنية الفاكهة والخضروات (البرتقالة والرمانة)، وفي الوقت الحالي فالموسيقى العراقية اتجهت الى النواح والحكم والامثال الشعبية، ولكن هذا لا يلغي وجود اضاءات غنائية عراقية، فعلى صعيد المرأة قدمت لنا الفنانتين اصيل هميم ورحمه رياض نماذج لأغان مهمه وناجحه”.
وعن الفرقة الوطنية للتراث الموسيقي العراقي وعملها فيها و حجم مشاركة العنصر النسوي ضمنها، قالت:
– انضمامي الى الفرقة الوطنية للتراث الموسيقي العراقي بقيادة استاذي المايسترو علاء مجيد الذي اعده كوكبا لامعا في سماء الموسيقى، خطوة مهمة واسعدني جداً ان اكون عضوة في الفرقة التي تضم العديد من الفنانين الكبار من شتى الاعمار ومن كلا الجنسين والتي تمثل تراث بلدنا وحاضره ومستقبله على الصعيد المحلي والعالمي، مشاركة العنصر النسوي في الفرقة تعد من اهم ما يميزها لوجود اصوات نسوية جميلة اضافة الى الانامل الرقيقة التي تنثر اجمل الالحان الموسيقية”.
تأثرت زهراء نائل بالعديد من عازفي آلة القانون ومن اهمهم فرات قدوري وحسن فالح. تؤمن ان للفن رسالة سامية مبنية على الالتزام والاخلاق والمشاعر لانه يسهم في معالجه قضايا المجتمع، وبأن للفنان رسالة فحواها ارساء قواعد بناء الذوق العام للمجتمع من خلال ما يقدمه من فن راق.
تتمنى على الصعيد الشخصي ان تكون قدوة للفنانة العراقية الملتزمة التي تقدم فنا أكاديميا يبرز روح الانتماء للهوية الوطنية وموسيقاها التراثية، وتتمنى الحصول على الشهادات العليا لتكون خير حافز ومشجع للعنصر النسوي بالسير على خطاها من دون تردد للوصول الى اعلى المراتب.