كمن يلوح لنفسه من خارج مبنى زجاجي

حنين صايغ

لا بد أن يأتي الموت

ويعيد التفاصيل الى حجمها

لقد ضخمنا التفاصيل كثيرًا

واخترعنا شيطانًا كي يقطنها..

لولا الجوع

لولا صمت الأشجار

لولا ضياع هوية الآلهة

كان التائهون قد عبروا

إلى قلوبهم.

نكهة جديدة للغربة

تلفني هذا المساء

كمن يلوّح لنفسه من خارج مبنى زجاجي

كمن يحفر في الأرض بحثًا عن أصله

فيصبح الهوّة التي صنعها

أنا التي خبرت الكمال

وما بعده

أركع تحت أقدام قلبي

وأرجوه أن يأخذني

تحت جناح حكمته

كأني أذوب رغما عني…

كأني أحضنك بعد كل هذا الغياب

بذراع واحدة!

امرأة لا تعرف الجوع

نادني بأسمائي العليا

أو أسمائي الدنيا

إني أقف على المفصل الذي يربط

المنطق بالمخيلة

حيث الأشياء موجودة

وغير حاضرة تمامًا

علمني الحب

ألاّ أفكر كثيرًا بالاتجاهات

وأن الطرقات جميعها

خيطان في ثوب القدر

تخيل معي امرأة

لا تعرف الجوع

ولكنها مريضة بالعطش

وإن حدث وجاعت

تأكل قلبها

بيدين عاريتين

لا بالشوكة والسكين

امرأة تكره الفيزياء

ولكنها تعرف الفرق

بين الجاذبية والسقوط

ترى الاحتمالات القائمة

بين الدم والجرح

بين الزهر والثمرة

بين عينيك وقلبك

بين الحب… واللاشيء

امرأة أصبحت شجرة

عندما لاح نورك

في البعيد.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة