شراع من الريح

سلام مكي

أريد أن اطهو اصابعي في مقلاة الله الكئيبة
أو أدخن الطريق المؤدي اليه
أريد ان تتلون احشائي بالدخان
حتى يضحك المسعفون من شدة السعال
وتتوقف خراطيم الاسئلة عن التدفق
أريد ان اتكور كأنثى قنفذ، تنتظر ليلتها الأولى
على سرير من الغبار والنسيان
مرآة ثملة، ترتدي قفازات من الضباب
تفتش في فم عجوز عن سن يأسها، لتقطفه.!
زقاق يترصد الصبية الهاربين من الكآبة
يتذكرون بيوتهم التي اذابتها الشمس والاجساد
أحلامي لا تتخطى ظلي، وظلي لا يغطي سوى اصابعي المبتورة
أنا، سرّك البعيد.. أنت، ألمي القريب
أرتدي كل أطرافك الغائبة ولا أتدفأ
كبحر يلتحف سفينة تائهة بين صيحاته
أوقظك من صحوتك الأبدية، حتى تهيئ لي سريرا من الذكريات
يكفي، لأوقد وردة بيضاء، تلثم شفاه العتمة

#

أنا مئذنة، آيلة للموت، سادني يفتش عن آليتيه الجافتين في المقاهي والسراديب
أجراسي كثديي عذراء، تشتهيان الصراخ في اول الفجر
جدراني تفترشان السماء منذ اميال
الصدأ يضاجع مدخنتي، ولا دخان ينتفض!
زبائني هاربون من زوجاتهم
وطقوسي، لم يعد يؤديها أحد
أنا لم أر البرق وهو يكتب رسالته الاخيرة على غيمة يابسة
والريح تبللها، حتى تتحرر كأي قطرة طائشة
كانت سمائي حبلى بالغمام، وأرضي معبدة بالبذور
كان الطوفان بعيدا، ولكن الله قريب كيدي
فآثرت النوم في هذا الضجيج
وما دريت أنه سيقطفك كأي زهرة
ما لموسم القطاف، يزورني بلا استئذان؟ يستل أثمن ما في الحديقة
ويترك فيأها لأتذكر! وهل ينسى؟ هل ينسى المؤثث قلبه بالندوب؟
هل يُنسى جرحٌ يتحدث، والجسد لا يجيد الاستماع
انا أجيد الاستماع اليك، حتى لو لم يتسع فمك الصغير للكلام
سأسمع صمتك.. كلماتك المبعثرة، اسئلتك..
أسمع التلال وهي تندب حليها
وشهقة طريق، لم تعد ترتديه
أيها الزائر الثقيل كصخرة: لو تسكب من جناحيك قطرة من الريش
تعجز بعدها عن المسير..
لو تكتفي بالذين ايقظتهم
لو ان ريحا، تلتهم شراعك، وترميه لأقرب بحر جائع
لو ان الله أيقظك كما أيقظه. لو تكترث بي؟

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة