الاول من نيسان بداية رأس السنة عند العراقيين القدماء

أحلام يوسف
كل العالم يحتفل في ليلة الاول من كانون الثاني برأس السنة الميلادية، مع الفارق بوقت الاحتفال بحسب التوقيت المحلي لكل دولة، وايضا بطرق الاحتفالات وان توحدت في الوقت الراهن باطلاق الالعاب النارية. في العراق القديم كان يحتفل برأس السنة يوم الاول من نيسان!
قصص عدة رافقت حكاية كذبة نيسان، وكل قصة حدثت بتاريخ معين ولا احد يعرف على وجه اليقين، اذا كانت تلك القصص تحمل شيئا من الحقيقة ام انها مجرد اساطير تداولتها الاجيال لتفسير سبب الاحتفال بالاول من نيسان باطلاق الشائعات او الكذب. لكن يبقى تاريخ العراق وما دون على الرقم الطينية ثابت لا يمكن التشكيك به، مفاده ان الاول من نيسان عيد رأس السنة في العراق القديم وكانوا يحتفلون به بطرق حضارية.
مدير متحف الناصرية الباحث والمنقب الآثاري عامر عبد الرزاق قال عن احتفالات رأس السنة في العراق القديم: ” الاحتفالات برأس السنة في العراق القديم، كانت بهية وجميلة، لكن رأس السنة في العراق القديم كانت تقام في الأول من نيسان ا، أي بداية الربيع، وهذا اليوم في العراق القديم والذي يتساوى فيه الليل والنهار، هو يوم الحادي والعشرين من آذار نفسه الذي نحتفل اليوم به بعيد الربيع.”
وتابع عبد الرزاق: “يسمى يوم الاحتفال (حجيتو اكيتو)، ويعني رأس السنة، وهناك في العراق القديم بيت كبير وواسع يقع على أطراف كل مدينة، ويسمى بيت الاكيتو أي بيت احتفالات رأس السنة، وكانوا يختارون أرياف المدن لبناء بيت اكيتو لأنها أرض واسعة، وطبيعة خلابة، ويقال أن الاحتفالات كانت تمتد الى 11 يوما.
وأضاف عبد الرزاق: كانت الاحتفالات تتمثل بإلقاء قصائد الشعر، والغناء، وإشعال البخور، وطقوس معنية بالعبادة، والعائلات في العراق القديم تجتمع بهذه المناسبة على مائدة واحدة، وتتبادل العائلات الأكلات الطيبة فيما بينها، وتقيم احتفالات موسيقية، ومن العادات التي كانوا يمارسونها بعد الاحتفالات هو أن كل شخص يقوم بزرع شجرة، ويكون مسؤولا على الاعتناء بها، وتبدأ أيضا عملية تنظيف المدن في هذا اليوم، والبناء سواء ترميم، ام مشاريع مد الجسور وبناء المعابد، وما كان يسمى في العراق القديم بـ “صب القالب” لأنها تعد بداية الحياة الجديدة، فقد كان حب الوطن هو ما يجمعهم، ويسعون الى الحفاظ عليه.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة