احلام يوسف
الكثير منا يعاني الفوضى في حياته، وبأكثر من ناحية سواء كانت الدراسية ام الاجتماعية او الاقتصادية، اذ نجد ان هؤلاء لا يضعون ميزانية وجدولا لتنظيم حياتهم، لذلك فغالبا ما يعانون من ازمة مالية لأنهم لا يضعون ميزانية للبيت، ولا يضعون جدولا لأداء الواجبات الاجتماعية، وهكذا تنجر الفوضى الى بقية تفاصيل الحياة.
هناك اشخاص في المجتمع، وضعوا لكل تفصيلة بحياتهم قانونا وجدولا، لذا فهم يقومون بنشاطات عدة قد يعجز عنها من هم أفضل منهم حالا اقتصاديا، لكنهم من الفئة الأولى غير المنظمة، يقول حسن الجبوري الباحث بعلم الاجتماع: “هناك ممارسات يواظب عليها المنظمون بحياتهم، فالإنسان لا يولد فوضويا او منظما، بل هناك عادات مكتسبة بعضها يحتاج الى الصبر والممارسة”.
وتابع الجبوري: “غالبا ما التقي بأناس يتحدثون بانبهار عن أحدهم لأنه لا ينسى أي مناسبة تخص عائلته وأصدقائه، هؤلاء غالبا ما يضعون جدولا، او من خلال التقويم يجدولون تلك المناسبات فهم بذا سيتذكرون المناسبات ويقومون بواجبهم تجاه صاحبها حتى وان كانت ذاكرتهم ضعيفة ولا تسعفهم بذلك”.
موضوع القائمة تمارسه بعض ربات البيوت عند توجههن الى السوق، كي تشتري كل ما يلزمها فالأمر يتعدى المناسبات الشخصية التي تخص الاعراس او الأعياد.
أوضح الجبوري ان: “الأشخاص المنظمون عادة يكونون منتجين، لانهم يضعون الخطط لمهام عليهم إنجازها، ولا يؤمنون بتأجيل عمل اليوم الى الغد، ولا يتركون شيئا للمصادفة، وأيضا لا يستخفون بالوقت حتى وان كان أطول من حاجتهم لإنجاز عمل ما، كذلك نجدهم يضعون خط طويلة الأمد، أي يمكن ان يخطط لإنجاز شيء ما بعد سنة او سنتين على عكس غير المنظمين الذين نجدهم يستسهلون تأجيل أعمالهم طالما سمح لهم الوقت، ومن اجل وقت فراغ إضافي فهم لا يؤجلونها للقيام بعمل اخر، بل لانهم يعتقدون ان امامهم وقت طويل يستطيعون به إتمام كل مهماتهم”.
تأجيل أي عمل، لا ينتج الا عن تراكم اعمال أخرى إضافية وبالتالي زيادة الحاجة الى الوقت الذي يبدأ مع زيادة الاعمال بالتقلص، ما يزيد الارتباك والقلق، أكد الجبوري على ضرورة الاحتفاظ بالأشياء التي تساعدنا بحياتنا اليومية والتخلص من أي زيادة، فكثرة الأشياء تولد الفوضى لا محالة، وما نحتفظ به نقوم بترتيبه حسب الحاجة، واعطى الجبوري مثالا: “ان كان لدينا حزمة أقلام، نضع ما نستعمله بمتناول اليد وامام اعيننا، ويمكن الاحتفاظ بعدد قليل اخر منها بمكان مخصص نستطيع عند الحاجة العثور عليها، خاصة ونحن اليوم في العراق نعاني من ضيق المكان، فغالبية البيوتات العراقية أصبحت بمساحات صغيرة لا تحتمل غرضا واحدا فائضا عن الحاجة، وقد تجبر تلك المساحات بعض غير المنظمين على التخلص من الحاجات غير الضرورية او الفائضة عن الحاجة، ما يساعدهم مستقبلا على الترتيب”.
ضمن الأمور التي تساعدنا على تنظيم حياتنا تخصيص وقت أسبوعيا او شهريا، لتنظيم الأشياء وإعادة ترتيبها بنحو دوري، لان الفوضى تولد بمرور الوقت فوضى اكبر، يمكن ان تتسبب بكسل صاحبها عن ترتيبها. ويمكن لتسهيل المهمة تخصيص مكان سواء كان غرفة “الخزن” ان وجدت او يمكن بناء مخزن على سطح المنزل بمواد اقل تكلفة من الطابوق، ووضع الأشياء التي نحتاجها فيه وبصورة منظمة. وأخيرا فان التنظيم يولد راحة نفسية وجسدية يمكن ان تضفي نوع من الاسترخاء على يومنا وحياتنا.
التنظيم.. ثقافة يجيدها من عرف قيمة الوقت
التعليقات مغلقة