سخر قواته لحماية المعسكرات التركية داخل الاراضي العراقية
السليمانية -–عباس كاريزي:
تزامنا مع القصف والهجمات التركية على القرى والمناطق السكنية في اقليم كردستان، كشف مصدر سياسي مطلع للصباح الجديد عن تسليم قوات تابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني خمس مواقع جديدة للجيش التركي في منطقة زاخو.
واضاف المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته، ان الجيش التركي الذي يمتلك اكثر من عشر ثكنات عسكرية داخل اراضي اقليم كردستان تضم قرابة 20 الف جندي تركي، بدا اعادة انتشار لقواته المزودة باسلحة ومعدات ثقيلة في شمال محافظتي دهوك و اربيل.
واشار المصدر الى، ان قوات البيشمركة التابعة للحزب الديمقراطي سلمت خمس تلال أخرى للجيش التركي في منطقة زاخو في 22 من شهر حزيران الجاري.
وتابع، ان إحدى التلال التي تم تسليمها للجيش التركي هي تل سرزيرك الواقع في منطقة بهدينان، التي كانت قواعد البيشمركة موجودة فيها منذ عشرين عاما، كما كانت تلك التلة مركزاً للاستخبارات التركية، واصبحت الان تحت سيطرة الجيش التركي بنحو كامل.
واردف، اما التلال الأخرى هي «تل غمكين المقابل لتل باروخ، وتل جاسوس الواقع في أعلى قرى كركا و قومري التابعتان لمنطقة برواري بالا، ونقطتين عسكريتين قريبتين من القناة الموجودة في (جياي سبي) في مخرج مدينة زاخو.»
وافاد، ان الجيش التركي وآلياته انتشرت إلى جانب البيشمركة في النقاط الموجود في منطقة القناة بـ (جياي سبي)، إلا أن البيشمركة انسحبت وسلمتهما للجيش التركي بالكامل.
وقال إن حكومة إقليم كردستان، ليس لها أية سيطرة فعلية على المنطقة، وهي موجودة بالاسم فقط، وان كل شيء تحت سيطرة الدولة التركية».
وبينما رجح خبراء امنيون، ان يكون تسليم النقاط الاستراتيجية الهامة في منطقة (كاني ماسي) للجيش التركي، جاء باتفاق بين الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ورئيس الاقليم نيجيرفان بارزاني، الذي زار اسطنبول الاسبوع المنصرم، طالب خبراء الحكومة الاتحادية بالتدخل العاجل للحد من الاعتداءات العسكرية التركية واخراج قواتها من الاراضي العراقية.
وكانت طائرات عسكرية تركية قد ارتكبت مساء الخميس المنصرم مجزرة جديدة ضد المواطنين العزل في قرى الاقليم بالقرب من جبال قنديل.
وتسبب القصف الجوي التركي على جبل كورتك في أطراف جبل قنديل بمقتل اربعة مدنيين وأصابة خمسة آخرين كانوا يستقلون سيارتين مدنيتين، كما ادى القصف الى اندلاع حرائق في الغابات الكثيفة بالمنطقة.
بدورها حذرت القيادية في الاتحاد الوطني الكردستاني من تبعات صمت حكومة الاقليم ازاء الاعتداءات التركية بحق مواطني اقليم كردستان.
وقالت مسؤولة مركز العلاقات الخارجية في الاتحاد الوطني شاناز ابراهيم احمد، التي شاركت بمراسم عزاء الموطنين الذي قتلوا جراء القصف التركي، ان الدولة التركية وفي اطار العدوان الذي تمارسه ضد اقليم كردستان،استهدفت امس المدنيين في جبل كورتك وارتكبت مجزرة راح فيها عدد من افراد عائلة.
وقدمت شاناز ابراهيم احمد عزاءها لذوي الشهداء،وتمنت الشفاء للجرحى، مطالبة في الوقت نفسه «بالضغط على الدولة التركية على الصعيدين الداخلي و الخارجي، لوضع حد للعدوان التركي الذي يتزامن مع فشل النظام التركي، حيث يشن هذه العدوان على الاقليم للتغطية على فشله في الداخل التركي.»
وحذرت شاناز ابراهيم احمد، من مغبة استمرار الصمت لدى حكومة الاقليم و الحكومة العراقية، ووصف هذه الصمت بالخطير وانه موضع شك، و قالت ان استمرار هذا الصمت قد يؤدي الى تمادي الحكومة التركية وشن المزيد من الهجمات والتجاوز على حدود الاقليم.
من جانبه اعتبر الكاتب والمحلل السياسي عزيز روؤف انسحاب قوات الحزب الديمقراطي من مناطق كاني ماسي وتمركز قوات من الجيش التركي مكانها، جاء وفقا لاتفاق بين رئيس الاقليم نيجيرفان بارزاني والرئيس التركي اردوغان، مشيرا الى ان اردوغان ينظر الى الاقليم كولاية تابعة للدولة التركية، وليس جزء من الدولة العراقية.
واضاف رؤوف، ان استمرار الهجمات والاعتداءات التركية على اراضي الاقليم والعراق ليس استهدافا لحزب العمال الكردستاني كما تدعي الحكومة التركية، وانما هم تركيا هو التمدد باتجاه الموصل وكركوك، مشيرا الى ان استقبال اردوغان لرئيس الاقليم نيجيرفان بارزاني دون رفع العلم العراقي خير دليل على، ان تركيا تعتبر الاقليم ولاية تابعة لها.
وكانت حكومة إقليم كردستان قد عبرت في بيان وصف بالخجول امس عن أسفها واستيائها من سقوط ضحايا مدنيين نتيجة القصف الذي تتعرض له المناطق الحدودية بين الإقليم وتركيا، وأشارت إلى أن تعمد مسلحي حزب العمال الكردستاني الاقتراب من القرى والمناطق السكنية على الحدود يعرض سكانها للخطر، مشيرةً إلى أنها أبلغت الجانب التركي عن استيائها من الحوادث وعمليات القصف التي وقعت في الأيام الأخيرة، وطالبت بعدم تكرارها.
وشدد البيان، «إن حكومة إلاقليم ترفض ولا تقبل باستخدام أراضي الإقليم لمهاجمة دول الجوار والمساس بأمنها، ومن ثم تعريض حياة مواطني إقليم كردستان للخطر».
وأوضح البيان، أن «حكومة إقليم كوردستان أبلغت الجانب التركي عن استيائها للحوادث وعمليات القصف التي وقعت في الأيام الأخيرة، وتطالب بعدم تكرارها».