الانصات فن إذا جاز لي التعبير، ولا يمكن ان يجيده الجميع، بل ان الكثير منا يجهله ولا يضعه ضمن قاموس يومياته واحاديثه، بسبب ان الجميع يتسابق على رفع صوته أكثر من الطرف الاخر، ويتصور مخطئا ان الصراخ يقدمه (كبطل) في الحوار!.
يقول الباحثين في مجال الاجتماع عن الانصات، بانه مهارة، بمعنى هو القدرة على فهم الرسالة وتفسيرها بدقة في عملية التواصل، فبدون الانصات لا يمكن أن نصل الى الهدف من كل الحوارات.
والانصات الحقيقي أجده داعم لنا في تواصلنا مع أي طرف كان في العمل أو في وسائل النقل، او في حوار عام، ويكتسب أهمية كبيرة في الاجتماعات الموسعة ثقافيا وادبيا، فإذا كنا لا نجيد الانصات، لماذا اذن نحضر التجمعات والندوات والجلسات الثقافية؟!، وعليه نحتاج جدا الى تطوير مهاراتنا في الانصات، من اجل أن نوصل ما نريد بسهولة ووضوح.
كما ان الانصات الجيد واتكلم عن تجربتي شخصيا أكبتني صداقات كثيرة عميقة وناضجة، سيما وان الدراسات الحديثة تؤكد « أنه بينما يتسبب الكلام بارتفاع ضغط الدم فإن الإنصات الواعي يمكن أن يخفضه».
هناك من يخلط بين مفردة (الاستماع) ومفردة (الانصات)، مع ان هناك فرق واضح بينهم فعليا، فالاستماع يوجه للصوت الذي نسمعه، ونركز عليه بينما يتطلب الانصات، التركيز ليس على الصوت فحسب، بل التركيز والتمعن في اللغة ونبرة الصوت، إضافة الى لغة الجسد، والانتباه للموضوع قيد الحوار وترك التفكير بكيفية الرد مثلما يفعلها الكثير، ففي اغلب حواراتنا لا ننصت الا الى صوتنا فقط.
يقول مارك توين :» إذا كان من المفترض أن نتحدث أكثر مما ننصت لكنا امتلكنا لسانين وأذن واحدة».
أخيرا تقول الاحصائيات الاجتماعية العالمية :» يقضي البالغون ما يعادل 70% من وقتهم في ممارسة أي نوع من التواصل بمعدل 45% يقضونها في الإنصات بالمقارنة مع 30% في التحدث، و 16% في القراءة و 9% في الكتابة، اعتقد اننا كعراقيين، ثمانون بالمئة يمارس فعل الكلام ، والعشرين المتبقية تتوزع ما بين الاستماع والانصات.
حذام يوسف طاهر
الإنصات.. مهارة
التعليقات مغلقة