ممكن أن ينجب البلد آلاف المهندسين ، والمئات من المحاسبين ، وبعددهم من الاطباء ، لكن يصعب عليه أن ينجب مبدعين يمثلون بلدهم في عدد من المحافل الفنية والثقافية ، وممكن أن يتحمل المواطن أزمات الماء والكهرباء ، وتخسف الشوارع مع تلوث البيئة ، ويبقى يعمل ويكد الى آخر العمر ، وممكن أيضا أن يبقى المسؤول في منصبه الى ما شاءت له كتلته أو الحزب الذي ينتمي اليه ، ولكن من غير الممكن أن نطلب من الفنان أن يبدع ويزيد من نشاطه ، وهو محاط بعدد لا ينتهي من الأزمات ، كيف يمكن له أن ينجح وهو يدور في حلقة البحث عن السكن ، وتأمين راتب له ولعائلته؟!
إستبشرنا خيرا بعد مرحلة الانفتاح الثقافي والاعلامي والفني وحتى الديني ، بأن تكون لدينا مؤسسات ثقافية حاضنة للفن والابداع العراقي سواء كانت تابعة للدولة أو قطاع خاص ، لكن للأسف وبرغم أن العراق من البلدان التي سبقت غيرها بمجال السينما والمسرح والأدب، وبرزت لدينا أسماء نافست النجوم العالميين بقدرتها على الابهار والابتكار، لكن أعود وأقول، للأسف الى الان لم تظهر جهة انتاجية (حكومية أو غير حكومية )، تأخذ بيد الفنان العراقي، أو تتبنى عملا معينا سواء كان مسرحيا أم سينمائيا، وحتى القنوات الفضائية، لم تتحرك كداعمة ألا على نطاق التلفزيون والمسرحيات التجارية المعبأة بالتهريج، أعمال نفذت بسرعة أثرت على موضوعة العمل، أو على التسلسل التاريخي للأحداث، ومازالت ازمة دائرة السينما والمسرح قائمة من ناحيىة الإنتاج، ومازال الفنان العراقي يبحث عن فضائية تدعم اعماله سواء بالإنتاج او بالعرض، وهل يملك العراق على مستوى الوسط والجنوب مؤسسة خاصة تعنى بالإنتاج الفني؟ في جميع مجالاته .. هذا في الوقت الذي كثرت فيه مناشدات الشارع الثقافي والفني بضرورة دعم الابداع العراقي وتأمين حياته صحيا ومعيشيا، لكي يتفرغ الى الكتابة وينشغل بإبتكار الجديد من الفن المسرحي والسينمي ، فهل سنرى في المستقبل الكريم مؤسسة او شركة تعنى بموضوع الإنتاج والتوزيع الفني؟
الان أين هو دور وزارة الثقافة ، فيما لو إعتمدت دائرة السينما والمسرح نظام التمويل الذاتي؟ وما لدينا من نتاجات سينمائية فهي بجهود فردية تماما ، وحتى المهرجانات رفعت وزارة الثقافة يدها عنها لتتولى المهمة المجالس المحلية في المحافظات بالتعاون مع المؤسسات الادبية والفنية ! ، إذن ما الذي تبقى لوزارة الثقافة لتقوم به؟ وما هي مهمتها بالتحديد وسط قرارات غير مدروسة أو معروضة على ذوي الاختصاص ، لاسيما وهي تؤثر على تاريخ وسمعة الفن العراقي ،، ممكن نفهم؟
حذام يوسف طاهر
ممكن؟ أم غير ممكن؟
التعليقات مغلقة