في حياتي كلها لم ار ولم اسمع ولا حتى قرأت عن برلمانيين يتهافتون للتصريح والحديث بشكل مخجل وبائس مثلما يحدث في البعض من فضائياتنا المحلية, انكم ايها السادة تزيدون الطين بلة وتتسببون في توتر الشارع اكثر مما يتسبب به القتلة والاوغاد.
في العالم تجد من يصرّح اما عسكري او سياسي تقاعد عن العمل واصبحت له خبرة، او برلماني اكل عليه الدهر وشرب واصبح ايقونة تجد الناس فيه المصداقية والتصريح الموزون, لو ان احداً من السادة المشاهدين يتطلع بدقة الى معظم قنواتنا الفضائية المحلية, ماذا سيشاهد؟ سيشاهد مجموعة محال ملونة (زرق ورق) تكثر فيها البضاعة المكررة والمتشابهة بل والراكدة, انها بضعة محال متجاورة اتفقت على بيع البضاعة نفسها والرزق على الرب الكريم.
لنسأل السؤال التالي: اين يمكن ان تجد البرنامج المتميز والحائز على رضا وقبول الناس, ماعدا فورة الشارع والتأزم الذي تمر فيه البلاد, والتي سرعان ماتنتهي بانتهاء الازمة؟ هناك حوار مع السيد البرلماني المسؤول عن الشيء الفلاني ولم اصبح برلمانياً, يمسك هذا البرلماني العتيد بالمايكرفون مثل طفل تعلق بلعبة ويكثر من الصراخ اذا ما انتزعها احد منها, وبعد ساعة او اقل تجد الشخص نفسه في قناة اخرى يدلي بدلوه في القضية نفسها ونفس الحماس ونفس اللعبة, انكم ايها السادة تذكرون بـ (خلالات العبد), لا جديد في تصريحاتكم بل تكاد تكون خالية من رأي سديد وعاقل, انتم تذكرونني بطفولتي ايام العيد الذي كان (سعيد), تلك الليلة التي تسبق قدومه, امهاتنا تجلف لنا اجسادنا ونضع تحت وسائدنا ملابس (العيد) وننتظر الفجر كي نهرع الى مدينة العابنا الخشبية انذاك, واعني المراجيح ودواليب الهواء, لقد كانت اعياد طفولتنا موزونة ايها السادة اكثر من اتزاناتكم, ففيها البراءة والعفوية بل والصدق الكثير الكثير, انما انتم ففيكم الكثير مما لايصدق, لنعد الى تصريحاتكم في الصحف اليومية, ماذا سنرى؟ سنرى تصريحات جوفاء لاتمت الى الواقع بصلة على الاطلاق, كثيرا مافكرت ببرنامج اود ان اسميه (من فمك ادينك), لكن من سيسمح لي بهذا الانجاز؟ انتم تشترون وتبيعون فيما بينكم, فالقنوات قنواتكم والحكومة حكومتكم بل والدولة دولتكم وليس لنا الا الصبر والسلوان, ماتزال جملة الامير هملت ترن في اذني وهو يكتشف موت ابيه والافعال المشينة التي قامت بها امه: ان قيراطا من الرذيلة يجر العار على المجموع الرفيع..
مقداد عبدالرضا