طرابلس ـ وكالات:
تجدد الاشتباكات وتبادل القصف المدفعي والصاروخي بين ميليشيات ليبية متناحرة في محيط مطار العاصمة الليبية في اشتباكات تجري للسيطرة على مطار طرابلس منذ اسبوعين وقتل فيها أكثر من 50 شخصا.
وارتفعت ألسنة من الدخان الأسود في جنوبي طرابلس بينما دوت اصوات انفجارات متفرقة في انحاء المدينة منذ صباح الخميس.
وكانت المعارك بين ميليشيات للسيطرة على مطار طرابلس الدولي دفعت الحكومة الى المطالبة بمساعدة دولية للحيلولة دون أن تصبح ليبيا دولة فاشلة.
في غضون ذلك، قال وزير الخارجية التركي أحمد داوود اوغلو إن انقرة تدرس اخلاء سفارتها في ليبيا واجلاء رعاياها نظرا لتردي الحالة الامنية بها.
وتسبب القتال في توقف أغلب الرحلات الدولية الى ليبيا ودفع الولايات المتحدة الى سحب طاقم السفارة.
ولم ترد أنباء فورية عن حجم الخسائر البشرية فيما قال طبيب محلي إن 30 مصابا على الاقل كانوا موجودين في المستشفى في طرابلس منذ الاربعاء.
وذكرت وكالة الانباء الليبية أن مستشفى معيتيقة في طرابلس أعلن حالة الطوارئ بسبب نقص الموارد وعجز كثير من الموظفين من الالتحاق بأعمالهم بسبب القتال ونقص الوقود.
وفي بنغازي، قالت مصادر طبية الخميس إن تسعة اشخاص على الاقل قتلوا وجرح 19 آخرون غالبيتهم مدنيون في اشتباكات عنيفة جرت أثناء الليل حين حاولت قوات حكومية طرد مسلحين يختبأون بالمدينة.
وأغلقت أغلب محطات الوقود في طرابلس منذ اندلاع القتال لللسيطرة على المطار، وتركت مئات السيارات لأيام في طوابير طويلة عند محطات عدة بانتظار الوقود.
وقالت المؤسسة الوطنية للنفط في بيان إن أزمة الوقود مشكلة أمنية بالأساس وليست بسبب نقص الامدادات.
ويعد القتال في العاصمة ومدينة بنغازي الشرقية هو الأشد منذ اطاحة الزعيم الليبي السابق معمر القذافي في 2011.
وتعبر معركة المطار عن مواجهة أوسع بين فصائل متناحرة تتنافس على السلطة في ليبيا, وتخضع منطقة المطار لسيطرة مقاتلين سابقين من بلدة الزنتان غربي ليبيا استولوا عليها منذ سقوط طرابلس عام 2011.
وقاتلت ميليشيات ذات ميول إسلامية متحالفة مع كتائب قوية من مدينة مصراتة مقاتلي الزنتان لإخراجهم من المطار.
وأخفقت الحكومة الليبية منذ نشوب الحرب الأهلية التي أطاحت الزعيم الراحل معمر القذافي عام 2011 في ترسيخ نفوذهما على الكتائب المتنافسة التابعة لمقاتلي المعارضة السابقين الذين يخوضون حربا من أجل بسط نفوذهم السياسي والاقتصادي.